طبريا .. تعيدني لذاتي الصلبة
بقلم: نجاة فواز
لا إنسان ولا زمان ولا مكان يمكنه أن يعيدني لذاتي الصلبة مثل طبريا.
مدينة تعيسة، تتزين بالشمس، وتحفظ عن ظهر قلب خطوات السيد فوق وجه البحيرة
تشبهني هذه المدينة المسكونة بالغربة، وتحمل فوق كاهلها مئذنة حتى لا يتوه عن دربها عشاقها
تبتسم رغم أنف الحزن.
هي بوابة لياسمين دمشق
وصندوق اسرارها
درج الله الذي نزل من خلاله للقاء صغيره
وهي قُبلة حبيبي فوق جبيني منذ صار حبيبي
طبريا فكرة الوطن وصورته لحظة جاء للكون، أو جاء الكون إليه…
طبريا حكاية البحيرة للنهر قبل النوم
وضحكة القمر لقلبي العاشق
طبريا نافذتي صوب السيدة التي اردتُ أن أكونها، وهي الأنثى التي كان يجب أن أصيرها.
هي شعري الأبيض و آثار عجوز تركت تجاعيدها بين منحنيات روحي، وشرايين ساقي البارزة…
هي رقصتي مع حبيبي وزجاجة نبيذنا
ثمالة العشق فيّ، ونهضة الفرح
طبريا ذاكرة سيدة كنعانية، كبرت ونسيت أن تموت، فصارت صخرة تحرس البحيرة…
وهي حبل غسيل تلك المرأة التي قطعت الأسلاك الشائكة لتنجو بصغارها من هيرودس العصر..
طبريا جرة ماء صبية ولدت عند حافة البحيرة لتصير جدة بمخيم اليرموك..
طبريا جسر العودة لمن أخذتهم المنافي، وعجزت أن تحشو ذاكرتهم بغير حكاية طفل المغارة…