في اليقظة وتفرعاتها   بقلم : عادل خزام

في اليقظة وتفرعاتها بقلم : عادل خزام

في اليقظة وتفرعاتها

بقلم: عادل خزام

لستُ منفياً في الأرض كي أستجدي اللجوء هنا أو هناك. أنا ابنها البكر دوماً، وفي كل ركنٍ لي في مستقرّها بيت وشجرة. وفي كل ليلٍ لي في صباحها غدٌ ثالثٌ، وغدٌ يليه.

– ليست الجبالُ ما أهابُ علوّها، ولا الغيمة ولا النجمة. أهابُ أن يصيبني مرضُ التعالي، وأرى نفسي فاطساً في الزهو المزيّف، إذ أبدي للناس فخامة مظهري، بينما حريتي تكمنُ في البساطة والتخلّي والتخلّص من كل شيء.. كل شيء.

– الطبيعةُ هي الأم، لذلك لم أعترض يوماً على صفعات الريح على خدّي، ولا مشيتُ يوماً عكس التيار لأتبجّح بتمردي. كل ما حدث هو أنني فتحتُ صدري للأفكار الجديدة ورحتُ أتلذذُ بالتمرّغِ في تقلباتها.

– الحبُّ قانون الحياة وسبب استمرارها. هو الشرارة الأولى التي استيقظت في وجدان الكون، فتداعت من بعدها الأشياء والكلمات، وتداخلت، وصار الضوء خيراً، وبقي الظلامُ أسيراً في عواطف الكراهية، لذلك ترمز الشمعة المضاءة إلى الحب، وكذلك الزهرة المتفتحة، وأيضاً اليد الممدودة لكل جريح.

– إنما أنت «ضميرٌ» ليس إلا. وبمقدار ما هو حيّ أنت حي.

– أعظم انتباه في الدنيا أن تفطن لتُحب ذاتك. هؤلاء الذين يتدافعون بالآلاف نحو مستنقع الشر، إنما يكرهون أنفسهم في الأساس. وأن تُحب ذاتك، يعني أن تجعلها رمزاً للضوء والحب والجمال كله.

– رغم كبر حجم الأرض، أحملها أحياناً مثل كرةٍ صغيرة بين كفيّ وأنفخ عليها نافضاً عنها غبار المآسي والكوارث والحروب. ورغم اتساع المدى، أراه ضيقاً ولا يتسّع لرحابة قلبي. من أنا إذاً؟ وكيف انطوى في ضآلتي العالمُ الأكبر.

– لو يتسابقان: الزمن والموت، من ينتصرُ في النهاية؟

– ها هو سؤالٌ محيّرٌ آخر: لاعبُ الشطرنج، يحرّكُ البيادق بعقله أم بيده؟

– الذاكرة حقيبة سفرك إلى المستقبل. أما اليقظة فهي سفينة نجاتك هنا والآن.

– كلما قبّلتُ شمعةً انطفأت. كلما روّضتُ فرساً لسباق الحرية، ركلتني في الخاصرة. وكلما وثقتُ بقريب أو بعيد، تكررت طعنة المراوغة.

– قلتُ لحكيمٍ يوماً دُلّني إلى نفسي. قال: حدّق في جراحك، فأنت أنت، بمقدار الندوب عليك.

– كلهم يريدون معرفة ما يسمى بسرّ الأسرار. المعتكفون في كهوف الجبال، والمنقّبون في الكتب القديمة، ومدمنو الأسئلة الصعبة. السر الذي إن تكشّف لك، عرفت حقيقة من أنت.

اترك تعليقاً