الدكتور الناقد عماد فغالي يقرأ ..لا شعر في هذا الصباح لأنور الخطيب
مرة أخرى يقرأ الصديق الغالي الدكتور الناقد عماد فغالي نصّي وروح الشعر بكل الحب والاحترافية..شكراً من القلب Imad Younes Feghali
لا شعر هذا الصباح
لملم استعاراتك المرهقة من سوق اللغة
ستخترق طائرة التشابيه جدار الصوت بعد قليل
وربما تغتال مسيّرة حارس المجاز
وتنشغل في اوصاف الضحايا
وتشييع ما تبقّى من دلالات المرحلة
والرقص في المرايا
….
لست شاعر بارود
قد تفيض روحك عند انفجار المعنى
وتصير شهيدا…بلا معنى
….
قم إذن..
ضع ما كتبت في كفة
جوع طفلة في كفة
وأنتظر ميزان التفاعيل
قد تعفّر بالحبر وجهك
وتحرق قلمك
وكل المعلقات
……
أنت صعلوك ناشز
لن تطعم الفقراء
لن تنشق عن القبيلة
تتقاضى راتباً من زعيم المقامات
تكتب شعراً بحقول القمامة
وتزغرد، كلما مرّ حمار في موكب الحجامة
لتحصد الجوائز
أنت صعلوك ناشز
أنور
……
لا صباحَ هذا الشعر!!
“لا شعرَ هذا الصباح”، الشعرُ كتابةٌ مكشوفةُ المعاني، مصنّعةٌ بالأسلوب والتركيب… الصورةُ مصقولةٌ في سوق اللغة، مكتوبةٌ في حقول القمامة… أنا الشاعرُ، سرُّ القصيدةِ في فمي، وسحرُ معانيها في يراعتي… أيُّ بغاءٍ في لسانِ المتصنّعين، يخدمون نجاستَهم، يوهمون العامّةَ أنّهم طهّارُ الهيكل، والهيكلُ من ورقٍ واهٍ… كهنتُه تجّارٌ رخصاء… يفرشون المذبحَ دخانًا سرابًا يسمّونه بخورًا… لا لون له ولا رائحة!
“صعلوكٌ ناشز”. كم سيشي بكَ المصفّقون، تسيء إلى “إمامِهم”، تريه للناس مسخًا… حاشا… لتمتْ يا ناظرَ الحقّ، لا نريده… دعنا في غيّنا… غشتْ عيونَنا السخافات.
“يتقاضى راتبًا”… يحمل نفسَه منحنيًا في الحضرة الزعاميّة، ويخرجُ مهرّجًا، الطامةُ يظنّ الناسَ يصدّقونه… يميل إلى الشعر بصوته، يقاربُ الرجلَ بقامته… وأنتَ تخاطبه صعلوكًا ناشزًا… همّه يحصدُ الجوائز… وواحدةٌ منها لا تحاكيكَ، لا تحرّكَ فيكَ همسًا… أوّاه كم ترّهات!!
أنورُ يا أنور… ما لكَ ولي يا صاحبُ… تحرّكُ في نفسي خوابتَ… أنا مثلَكَ أردتُ ترفّعًا… أمَا لنا أن ننظرَ فوقُ وحسبُنا؟!
الدكتور عماد فغالي