نصوص حيدر الغزالي بالسويدية
للمرة الثانية، أقدم مجلةٍ ثقافية في السويد تنشر لي 4 نصوص.
نشرت المجلة السويدية Ord&Bild ” صورة وكلمة” 4 نصوص من كتابتي مترجمةً للسويدية، وتعتبر المجلة أقدم مجلة ثقافية في السويد، حيث أُنشئت عام 1892.
لا زالت الكتابةُ تحاول وصف المشهد بحرارة اللغة، تحملُ فوق عاتقها الكثير من المسؤولية الإنسانية والوطنية، لا تستطيعُ الكتابة وقف الإبادة، لكنها بكل تأكيد، تواجه افتعالات التاريخ.
شكراً للصديق المترجم: “جاسم محمد” على ترجمته للنصوص، ولإتاحة هذه الفرصة. Jasim Mohamed
تجدون الرابط في التعليق الأول
إليكم النصوص المنشورة:
(1)
أعدني إلى صباي
لحظة
أمشي في الشوارع
مغمضَ العينين
لئلا أحفظَ
ضحكة صاحبي
ولا طريقته في الحديث
فيموت
ويتركني أموت.
أعدني إلى صباي
لحظة
أمشي في الشوارع
مغمض العينين
ولا تعذبني الأماكن
في رحيلها
فلا جدار اليوم
أتكئ عليه
لأبكي.
أعدني إلى صباي لحظة
لأمشي مغمضَ
العينين
فلا أجلسُ الآن
أرثي مدينةً كاملة
لا حفيد لي
لأقول له: كان هنا
لكنني مُسنٌّ وحيد
أموتُ في ذكرياتي
_حيدر الغزالي
(2)
كنت سأضع لقمة العدس في فمي
حين اقترب صاروخٌ من حارتنا
مغلقاً نافذة الشمس بكومة تراب
ولأنني شاعر
كنت سأموت حتماً
أبي يضم أخوتي وأمي
بين ذراعيه
في زاوية
وأنا أقف تحت ألواح الزينكو والشظايا
أرصد هذا المشهد
لأكتبه
هرولت نحو الشارع
طفلاً
حتى وضع جارنا كفَّ طفلةٍ على الرصيف قبالتي
فلم أُزحْ وجهي
فعرفت أنني كبرت
عدت إلى البيت
كان غبار الجريمة قد احتل كلَّ شيء
وعلى طاولة الغداء
خمس صحون
وأربع ملاعق
ومن فوقي سقف مخزوق
لم أجد ملعقتي
_حيدر الغزالي
(3)
وأخجل من صدري
حين يحمل ذراعين
ورأس
وأخجل من ساقيَّ
حين يحملان جسداً كاملاً
كم صرتُ مدعاةً للخجل
أمام طفلةٍ لم تجد رأس أبيها
لتقبله قبلة الوداع.
وأخجلُ حين يمر كلّي
أمام أمٍّ
جمعت طفلها أشلاء
_حيدر الغزالي
(4)
سويةً رأينا
أطفالاً بلا رؤوس
ونساءً بلا أجساد
ورجالاً في حقيبة
كنتَ تبكي
وكنتُ أرى
مصيري.
سويةً رأينا
العالمَ
ينسى أربعين ألف
كيف لي أن أعيش؟
كيف لي أن أموت؟
_حيدر الغزالي