الحكيم     بقلم: ياسر دحي

الحكيم بقلم: ياسر دحي

الحكيم
بقلم: ياسر دحي
ليس ذلك الذي يتمتع بمعرفة كبيرة وعقل مكتنز بالمعلومات وحامل للتجارب والخبرات السابقة ولديه دراية كبيرة بالماضي، وكأنه تاريخ البشرية “يمشي” على الأرض، بل بالعكس، الحكيم هو من تخلص وتحرر من كل ذلك دفعة واحدة.
إن الحكمة كإشراق أو كنور أو كضوء تحدث عندما يتم التحرر الكامل من كل أشكال المعرفة القديمة وكل شكل من أشكال تراكمها في الحاضر أو في المستقبل. إن الحكيم من لا يعيش في الماضي وكذلك من لا يعيش في المستقبل، إنه “هنا” في حاضره بشكل تام وكلي دون تنقل في الزمن أو عبره. إن جل انتباهه وتركيزه ومراقبته تحدث هنا و “الآن” وفي هذه اللحظة بالذات دون الذهاب إلى الماضي أو السفر “النفسي عبر الزمن”.
2-
وحده الإنسان “العقائدي” أو “الآيديولوجي” أيا كان مصدر هذه الآيديولوجيا، إنسان غير حكيم، بل هو مد/مر الحكمة وصانع النزا/ع والصرا/ع و مخترع “القذ/ائف” و ” القنا/بل” النفسية” هذا عدا العسكرية، إنه صانع الحروب ، ولا يجد مصلحة له إلا في استمرار هذه النزا/عات وهذه الصرا/عات، ولديه بنية نفسية محافظة على كل أشكال المعرفة القديمة لتأكيد وتبرير كل أشكال عنفه النفسي والجسدي اتجاه كل من يحيط به. إنه قاعدة بيانات “ميتة” (داتا ميتة) تمشي، لقد مات منذ زمن ولكن دون أن يدري، إنه مجرد “زونبي”.

اترك تعليقاً