العابرون إلى الصباح  .. شعر: محمد البندر

العابرون إلى الصباح .. شعر: محمد البندر

العابرون إلى الصباح

شعر: محمد البندر

العاشقونَ

يعلّقونَ على حبالِ الضوءِ

ثوبَ ظلالهم

ويسافرونَ إلى جهاتٍ

في الجنوبِ

ويعبرونَ على شريطِ دمائهم

والخطُّ عند الأفقِ ترسمهُ

حوافرُ خيلِهم بين

السحابْ

العابرونَ

إلى صلاةِ الصبحِ موعدُهم صهيلُ

مآذنِ الأجراسِ

يصدحُ في فضاءِ الزيزفونِ

يطلُّ من أعلى الحكايةِ

 يا “رضا” أذّنْ*

فهذي التوتةُ الحمراءُ عندَ البابِ

 أتعبها النوى

“ورضا” مؤذّنُ قريتي

 كانتْ تنامُ على تهدِّجِ  صوتهِ

 اللهُ أكبرُ يا رضا !!

ويدورُ في كلِّ الجهاتِ مفتشاً عن وجههِ

اللهُ اكبرُ !!

والصدى تمتصّهُ الوادي ويُرجعُهُ

الضبابْ

المتعبونَ

تنامُ أعينُهمْ،  ويقلقُ سيّدُ الأحزانِ

فوق جفونهمْ

 يحصي جماجمَ  أهلهم

يحدو لمقبرةٍ تزاحمَ في رخامِ

ضلوعِها

جسدٌ تآكلَ منذُ ألفي طلقةٍ

فتَحتْ به قبراً يعذبُهُ السكوتُ

وينتشي في قعرِ وحشتهِ

الترابْ

النائمونَ

على أسرّةِ موتهم

عادوا إلى جبلِ الجليلِ

وأمعنوا في الانتظارِ لقادمٍ عندَ

الصباحِ

تحفُّ موكبهُ الرياحُ

فتشتهيهِ الأرضُ بعد

بلوغها سن الرحيلِ

ليظهرَ البحرُ المضرّجُ

بالرمالِ

ويُخرجَ الشطآنَ من أجداثِها

ويصبَّ في نهرِ الحقيقةِ

ما توارثَ عن قبائلها

العتيقةِ

أو تواترَ  عن ينابيع

الغيابْ ..

#محمد_البندر

  19/2/2023

…….

* الحاج رضا مؤذن قريتي أذكره كان يصعد اعلى المئذنة عند موعد كل اذان حاملاً المذياع اليدوي ويدور في الجهات الأربع مناديا “حي على الصلاة”

اترك تعليقاً