ألف شكر لهذا الموت…شعر: طه العبد

ألف شكر لهذا الموت…شعر: طه العبد

ألف شكر لهذا الموت

شعر: طه العبد

نَمَتِ العَصَافِيرُ كمَا الحُقولُ على قصيدَتِي
فأينَعَتْ ذِكرَى وزَقزَقَةً وأحلامًا جَميلَة

كَم لَعِبنَا بالهواءِ
ارَّخْنا لموسِمِ الأحلامِ نَجنِيهِ علَى طَرَفِ الجَدِيلَة

فألفُ (شُكرا) لِهَذا المَوتِ
أيقَظَنَا مِنَ الدُّنيا وعَلَّمَنا
التَّكَامُلَ
والتَّفَاضُلَ
والتَّآخِي
والرُّجُولَة

كمْ لَعِبْنا بالأمَانِي وأَسْرَجْنا الأعِنَّةَ مِن أَجلِها
وأطلَقْنا في فَضَاءِ رَحِيلِها خَبَبًا
وأَفْرَاحًا بَخِيلَة

لَيسَ لي مِن مَوتِيَ المَركُونِ في قَدَرِي
سِوي رِحلَةِ الرُّوحِ في دُنيَا مِنَ الكَلِمَاتِ
والقصَصِ الأثِيرَةِ والأمَاني

أنَا لا أُريدُ مِنَ الحَيَاةِ أكثَرَ مِمَّا في مَجَرَّتها
مِنَ القصَصَ القَليلة
ليَ القَلبُ أرغِفَةٌ مِنَ الصَّبرِ المجَنَّحِ
لا يَطيرُ
ولا يَحُطُّ
ولا يُراعِي جَمرَةَ الوَقتِ الهَزِيلَة

هَلا مُنِحْتُ منْ كُتُبِ السَّرَائِرِ بَعضَ أَسْطُرِها
لأعْبَثَ بالحُرُوفِ
أُعطِيها مِنَ المِشكَاةِ ضَوءًا
في زُجاجَاتٍ منَ المُهَجِ الثَّقِيلَة

كَم لَعِبْنا بالأمَانِي والهَواءِ
كمْ سَهرْنَا
كَمْ فَرِحْنا
كمْ عَصَرْنَا المَوجَ في البَحرِ
كَمْ سكِرْنَا من خَمْرِ نَهْنَهةِ الطُّفُولَة

هَذِهِ الدُّنيا كِتَابٌ
في سَقْفِهَا الأشجَارُ تَنمُو
والمَوتُ حَطَّابُ الجُذوعِ يكنِّسُ القِمَمَ الظَّلِيلَة

شُكرًا يا أيُها الموتُ،أيقَظْتَ فينَا الرُّوحَ
جَعَلْتَها طَيرًا يُحَلّقُ بَينَ أعنَابِ السَّواقِي
فَيرْوي، كُلُّ مُشتَاقٍ غَلِيلَه

أنْقَذْتَها مِنْ مَوتِها
وَجْهًا لِوَجْهٍ
فمَنْ سَيُنقِذُها
مِنَ الموتِ
غِيلَة؟

طه العبد

اترك تعليقاً