عليكَ أن تصادق أحزاني وتتركَها تتمدّد عاريةً على أريكة الصمت الذريع، وألّا تنظرَ إلى خجلها الباهر حتّى تألفَك وتناديك
وعليّ أن أقتفي ضحكتك وأخطّ على جلدك تعاويذ الفرح..
عليك أن تتسكّعَ معي – كما تحبّ – قرب بركاني المسكون..
وعليّ أن أرقص لك على حوافي الجمر، وأسكبَ على شفتيك احتراقاتي
عليك أن تلبس أنيابًا وتغرزَها في عنقي كلّما حنوتُ لحمل وديع..
وعليّ أن أفترس شبابك في العتم وشَيبك في الضوء..
عليك أن تفتقَ جيبي وتبيعَ خيطَه، لتفكَّ رهنَ أوراقي..
وعليّ أن أحتضن اعترافاتِك في سرّ سطورها..
عليك أن تتركني أمارس الشعر مع ذكر الكناية، ولا تتّهمَني بالخيانة.
وعليّ أن أكون لك امرأة المجاز التي تطوي الحقيقة وتخفيها في عبّها..
عليك أن تختار لي مناديلَ ملوّنة للمناسبات، وأخرى للدموع..
وعليّ أن أجفّف – لأجلك – صوتيَ المُبتل..
عليك أن تعانقني طويلًا كلّما نسيت يديّ في الريح..
وعليّ أن أنحت أصابعي على جبينك لأخفّف من روع ارتجافك، فينتابك دفئي كفكرةٍ هوجاء..
عليك أن تقتضب فحولة الكون، وتعلنَ انتماء مجراتك إلى مدار خصري..
وعليّ أن أبهرك بقرصي اللاهب..
عليك أن تتشبّثَ بي كلّما تعثّرتَ بالقلق
وعليّ أن أستردّ فيك طفلًا نسي أن يترك طرف ثوبي..
عليك أن تعرف أنّي أكره النسيم إذا ما راود غصنًا يشعر بالظمأ..
وعليّ أن أعترف أنّك الغيث المُحتّم..
عليك أن تحدو لكلّ قصيدة أكتبها بعدما تورّمت ميمُ حدقتيها من الدمع..
وعليّ أن أهطل عليك بماءٍ مصفّى من الملح، كلّما يبست جذوعُك..
عليك أن تحوك رداءً لدمي أو تتلطّخَ بصراخه..
وعليّ أن أجدل لك شراييني حزام أمان..
عليك أن تلتقط شمسي وتركلَها بكلّ قوّتك على نفقي المعتم..
وعليّ أن أستعير كفوف قصائدي وأصفّق لك..
عليك أن تتعرّج أمام دخاني، فيتبعك كعاشق طريد..
وعليّ أن أطعمك رئتي كلّما اشتد عليك السعال..
عليك أن تبقى نصف جسدي وجلّ روحي
وعلي.. أن أبقى كذلك
_ رولا ماجد _
#رولا_ماجد