التوقف عن كتابة الشعر وممارسته بدلا من ذلك
بقلم أنور الخطيب
لماذا لا نتوقف عن كتابة الشعر ونشرع في ممارسته، نختبر أقصى حالاته، ننقله من حروفه الجامدة الى إنسانيته، نقدم وردا حقيقيا للحبيبات، ننفخ اوردة حناجرنا بالحرية، نختبر الضجر الأصيل والتمرد النبيل، نبصق في وجه الظلام والظلاميين، نلعن الفساد جهرا في الشوارع، ننقل كؤوس النبيذ من الصور الشعرية ونسكبها على اردية الليل، نسهر حتى الفجر في مقاهي المدن المنكوبة، نهتف للاوطان التي في خواطرنا، ونغني للفقراء والقديسين.
لماذا لا نحرر الشعر من وهم الكلام، فلا نختبىء خلف التورية والمجاز، نقول الصباح كما يليق بالعصافير ، ونقول انفسنا أمام عرينا وليس في زاوية العزلة.
ممارسة الشعر اشبه بممارسة الحب، طقوسه أبعد من تلعثم أمام فكرة العناق، ممارسته هو تحويل المعنى الى صهيل وبكاء وصراخ وعتاب وندم وتأمل.
ممارسة الشعر هو أن يرتدي الشاعر قصيدته ويمضي الى معناه واضحا كالموت او الحياة..أليس من الجمال إن نصادف نصا يمشي على ساقين من زعتر في طريقنا إلى برية اللغة…أليس من حق الشاعر أن يحيا قصيدته ولو مرة كل ديوان..إن ممارسة الشعر هو الاختبار الحقيقي لدوره الأزلي…