كابوس
شعر: أنور الخطيب
الساعة الآن الثالثة بعد منتصف الكابوس..
خرجت إلى العتمة لم أرني من شدة الضوء
الكلاب التهمت أحلامي كلها
وألقت لي نصف كابوس مضمخ بلعابها
ومضت إلى روضة الأطفال
لتحتسي حليب النهار قبل وصول الأمهات
أمي لم تصطحبني إلى مدرسة الروضة
لم تعرف الطريق إلى الأبجدية
لكنها علمتني كيف أصنع لها من الظهيرة شالاً
ومن الوقت أرجوحة
ومن زقزقات العصافير أنشودة لأبي المتوفى،
قالت إن أبي كان يعرف لغة الطير
لهذا ألقوه من فوق غيمة وصار ماء
نسقي به الجوري والزنزلخت
ونستحم به قبل الصلاة
أبي لم يكن يصلّي
لكنه كان يشفي المكتئبين والضائعين
أمي أيضا كانت تصلي
تقرأ ما يلقنها البحر بعد ابتلاعه بحارة غرباء
ابتلع ابنها ذات صباح
بصقت في وجه الموج
دعت عليه بالجفاف
لم نمارس السباحة منذ ذلك اليوم
كان جيراننا يذهبون كل عصر إلى البحر
أما نحن ، بيننا وبين البحر دم
حتى حين عاد ابن أمي من أحشائه المرجانية،
ظلت عائلتنا على موقفها
ازدادت حقداً على الماءالمالح
اخترعت أمي طريقة لمنع التعرّق
عمدتنا في البحر الميت
https://alarabiya24news.com/2023/01/04/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d8%a7%d9%86%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a8/