رجل الماء المتخفّي بالكستناء.. شعر أنور الخطيب

رجلُ الماءِ المتخفّي بالكَسْتناء

شعر: أنور الخطيب

الشّتاء
امرأةٌ لعوبٌ مزاجُها الغيم
مرةً تمنحنا نشوة الرّذاذِ
أخرى، تدهشنا بشهوة البرق..
الشّتاء
رجلُ الماءِ المتخفّي بالكستناء
يتمرّغ بالمطر كلّما أحسّ بالصّحو
كي يرطّب عاطفة الأشجار..
الشّتاء سِمسار
يَستدينُ الورقَ الأصفرَ قبل تلبّده ،
ليدفعه للربيعِ
مقابل ذكرى تجمعه بقوسِ قُزح..
الشّتاءُ قَدَحْ
نصبّ فيه كونياك الشّعرِ لنرسم طيرَ الدفءِ
ونخرج محتفلين بالعري تحت الرداء..
الشّتاء عَزاء
بُكاءُ المشتاقين للبلّل السّماوي
ارتعاشةُ الوحيدين من حُمّى الانتظار..
الشّتاء احتضارْ
سحابٌ مرتبكٌ في عينيّ شاعر
يفتقدُ القبلة في غير موعدها
الشتاء حنينٌ صافٍ للبلاد
حضنٌ خصبٌ للخراريف ورائحة الجدات
ازميلُ الذكريات المخفيّة في مِعطف البردْ
الشتاء نِداء
يستحضرُ الراحلين من جرن الحياة
لتحضير كوب شاي بميرمية القلب
على نارِ الفقدْ
الشتاء دربْ
كمنجةُ الأغنياتِ الموشّاة بالارتعاش
حوارٌ عالٍ بين رفيقين غريبين
يسأل كلٌ منهما عن الطريق المؤدي إلى بيته
يجيبان معاً:
مسافة لحنٍ بين قطرتي اندهاش

اترك تعليقاً