أجمل ما في البيوت.. الشرفات
وأعمق ما في الحبِّ ضحكة العاشقة
وأرق ما في البشر.. الدموع
وأقرب ما في البلاد.. الخوف.
بلا أي شيء، علينا الآن أن نبتكر لعبة جديدة نسميها “دوائر الجنون” ندور حول البلاد حتى تتوقفَ عن الدوار فينا.. لا تقل أنزلني، لا محطات غير دوائر كالرحى. من هاوية إلى هاوية، صعود هبوط، لا فرق، فليس للدوائر حكمة خارج نفسها. هي كالموت تماماً، فأنتَ لا تموت إلا لحكمة في الموت نفسه، ربما نتحدث لاحقاً في فلسفة الموت.. لا تقل الموت منطق، هو فلسفة يا صديقي.
وأجمل ما في الموت.. الحكمة.
لا أحبُّ من الشِّعر غير الترميز، أفهمه كما أشتهي، أشتهي ألا أفهمه. ولا أحب الشعراء الذين كتبوا الشِّعر لأنهم شعراء، هؤلاء شعراء المركز.. نرجسيون، تقليديون، قتلة للغة؛ فلا يَفِضون أنهار تخلقها.
أحبُّ أبا العلاء المعري لأنه كتب الفلسفة شعراً، والحلاج لأنه تجلى مع ربه شعراً، وأبا نواس حين فتح بارات المتعة في لغته.
أكتفي بصديق واحد أحد، لا أول له ولا آخر، أجلس معه تحت شجيرات بلاد الله الواسعة، نقرأ شعراً سريّاً، ونتحدث في الممنوع، نشتم الحاكم بأمر الله سراً، ونتجاوز المسكوت عنه في السياسة والدين. لن أقل والجنس لأنه أصبح أمراً مبتذلاً في السِّر والعلن، لا تُقطع الرؤوس عليه، ولن تصبح يا صديقي “حلاج الحكمة”. سيكون الوالي سعيداً وأنتَ منشغل بهذا الأمر، المُهم. ولا بأس إن كان هذا الصديق مجنوناً، ولا بأس إن كنته.
وأكتفي بامرأة واحدة، أضمُّها كلَّ شتاءٍ مرةً حُلوة، ثم أعود إلى الكآبة. وأقدم لها هدية ثمينة، هدية العمر، أعلمها الرقص مع دوائر الجنون.