الجوائز الأدبية.. بقلم: طلال أبو شاويش

الجوائز الأدبية.. بقلم: طلال أبو شاويش

الجوائز الأدبية

بقلم: طلال أبو شاويش

____________________

مجاملات فئوية وضيعة، يؤسس لها “رأس الهرم”، و أدواته من أدعياء الثقافة…

قبل عدة أشهر ،و مع قرب الإعلان عن نتيجة إحدى الجوائز الأدبية الهامة ،قابلني أحدهم عقب ندوة شعرية،و هو عادةً ما ينال شرف العضوية، في لجان التحكيم للمسابقات الأدبية المختلفة.

تحدث إلي هامساً:

_انتظر أخباراً سعيدة قريباً جداً من رام الله!

تساءلت دون إبداء أي انفعال:

_رام الله؟!

رد بثقة الأكاديميين المعتدين بوثائقهم الكرتونية:

_رواية “إيربن هاوس”! و انتهى الحوار دون أية إضافات.

و كانت روايتي *إيربن هاوس* التي ترجمت و نشرت بالإنجليزية ،مشاركة في تلك المسابقة المهمة.

بعد هذه الحادثة بأقل من أسبوع، تواصل معي أحدهم من رام الله لأول مرة أيضاً.

تعارفنا ،و أخبرني بأن روايتي قد وقعت بين يديه ،و قرأها و أبدى رأياً مثيراً أعتز به إلى الآن، كما أهداني روايته الجديدة (نسخة إلكترونية).

بعد أربعة أيام ،أطلت رموز الثقافة من رام الله ،لتعلن نتيحة تلك المسابقة الهامة ،و لم أفاجأ حين عرفت بأن روايتي لم تفز، و بأن الجائزة ذهبت لزميلٍ آخر ،أكن له كل المودة و الإحترام.

المفاجأة التي وترتني ،و دفعت بالأسئلة و الشك إلى رأسي، هي أن الذي بشرني بانتظار أخبار سعيدة من رام الله،و الآخر ابن الضفة ،الذي وقعت روايتي بين يديه، و أطرى علي و عليها و أهداني روايته،هما أعضاء في لجنة التحكيم للمسابقة.

هنأت زميلي الفائز فوراً و تواصلت مع الأول :

_ أولاً طز كبيرة في الجائزة…لكتي فقط أريد أن أعرف ما الذي جرى؟!

أجابني مرتبكاً متردداً بل خائفاً:

_ لدي من الأمانة الأدبية و الأكاديمية ،ما يمكنني من التصرف ،وفق الأصول ،في ذلك الشأن ،و حين بلغتك بانتظار أخبار سعيدة من رام الله ،كان تقييم الأعمال الأدبية منتهياً ،و كانت روايتك و رواية أخرى لزميلة من فلسطين الداخل تحمل إسم *جوبلين بحري* ،قد صعدتا إلى النهائي. و أمست الجائزة محصورة بين هاتين الروايتين من بين ٤٣ رواية ،و اخيراً تم استبعاد الثانية لأسباب مختلفة ،و تبقت رواية *إيربن هاوس* هي المرشحة الأولى للجائزة.

و حين بلغتك كنا قد وصلنا إلى هذه المرحلة، إذ لم يتبق سوى الإعلان عن النتائج فقط.

_ما الذي حدث إذن؟

أجابني مرعوباً:

_نحن الأعضاء من غزة كان دورنا استشارياً و ليس تقريرياً…لذا فالعبث بالنتائج لم يكن هنا بل هناك في رام الله.

أخرجوا رواية زميلي من الأدراج من بين ٤٢ رواية لم تفز، و ألقوا مكانها روايتي الفائزة، ليعلنوا فوز روايته بالجائزة!!!

تواصلت فوراً مع أحد الأصدقاء، المهتمين بالشأن الثقافي في رام الله ،و طرحت عليه *الحدوتة* ،أجابني بسخرية مرة :

_كنت أعرف بأن روايتك هي الفائزة بالجائزة منذ أيام ،و لكني كنت موقنا بأنهم لن يمرروا ذلك الأمر، فأنت محسوب على المعارضة، لذا لا تحلم بالفوز بجائزة من هذا الوسط الذي يقدس معايير الفئوية والمصلحية ووووو و عقب بمرارة خاتما حديثه:

_ يعني من الآخر انت مش إبنا …مش حيعطوك جائزة و يطنشوا اولادنا!!!

و كان لنتائج المسابقة تداعيات أخرى حتى في أوساط الفئة الضالة المتنفذه ،فهذا غضب، و ذاك *حرد*، و آخر امتعض و استنكف، و لكونهم *أصحاب البيارة* فقد اخترعوا جوائز ترضية جديدة ،لم يكن قد أعلن عنها في إعلان المسابقة مطلقا.

منها *سوبر ستار* الثقافة لهذا الحول ، و (بال آيدل) الأدب ،و (بال تيلانت) الكتابة …الخ الخ…!

كرموا (الحردانين و الغاضبين و الممتعضين و المستكفين) من أدعياء الثقافة و الأفاكين 🤣!!!

و كنت في لقاء مع أحد أقطابهم المضطهدين،عثرت عليه يتسكع صدفة في حديقة البسطاء ،و تحدثنا في الأمر.

و رغم أنه من المغضوب عليهم، إلا أن علاقاته قوية و ممتدة، فأفادني بأن رام الله ،شاورت غزة في الأمر ،(دون ذكر الأسماء المعروفة جيداً) و حين عرفوا بأنني الفائز ،أفادوا بأن ذلك يتعارض مع *السياسات العامة للحركة* و بأن عمري لم يزل صغيراً على مثل هذه الجوائز !

و انهى حديثه بمراره،بأنه شخصياً ينتظر تكريمه بعد موته فقط!!!

و بناءً على ما تقدم، و لأنني لم أعد أرى في مؤسساتنا الثقاقية، على اختلافها ،ممثلاً نزيها لي، أعلن انسحابي من هذا الجسم النقابي المسمى *اتحاد الكتاب*، و الذي يقوده رجل أمن من هناك ،و كذلك عزوفي عن المشاركة، في مختلف الأنشطة الثقافية ،هنا أو هناك، في المدينة التي سرقها اللصوص من الله !!!

اترك تعليقاً