ماذا على ظهري؟
أباخرةٌ معطّلة على وشكِ الغرقْ؟
أمخيّمٌ للنازحينْ؟
يا أيها المارّون قربي..
أيّ أثقالٍ على كتفي كسلسلة الجبالْ؟
أمجرّةٌ سقطت بلا إذني؟
وهل وحدي أنا المسكين كي تُلقى على ظهري الكواكبُ والضرائبُ والنوائبُ والحروبُ وفوقها النوّابُ والأنصابُ والوزراء والفقهاء والأزلامُ والأقزامُ والدنيا التي فسدتْ
وحان قطافها؟!
هل من معينْ؟
أيعيرني متبرّعٌ ساقاََ؟ بقايا قوّةٍ؟
نَفَساََ كأنفاس السمكْ؟
حبلاََ لشدّ عزيمتي، صبراََ جميلاََ أو دميماََ..
هل يزال الصبرُ يُوصفُ كالدواءْ؟
قد عيل صبري..
فاعذروني سوف أبركُ كالجملْ
لقد انحنى ظهري..
غدا متقوّساََ كالقنطرهْ
هل تنزلون؟ متى؟ ألم يحن الوصولُ؟
ترجّلوا.. رفقاََ بظهرٍ ليس من صخرٍ،
ولا من معدنٍ
ضد القذائف والمنايا والدمارْ
يا ليتني ما كنت من بشرٍ!
رويداََ هل أنا بشرٌ؟
ألي رأسٌ يدور كما الرحى كرؤوسكم أنتم؟..لماذا لا أحسّ بهِ؟
وما أيقنتُ يوماََ أنّني أمشي
بلا رأسٍ إلى الجزّارِ؟
لا تتهكّموا..
ليَجُدْ عليّ المحسنون بفتنةٍ.. بل فطنةٍ
ما أستعين بها على استكشاف حلمٍ
واقعيّ لا يبخّره النهارْ
ما زلت مرتاباََ أيمكنني
صعودُ السلّمِ الطبقيّ؟ أم لا حظّ لي
إلا التدحرج نحو أسفل سافلينْ؟!
أإلى الحضيضِ؟ إلى متى أهوي على
وجهي ويخطفني الجشعْ؟
ويحي.. أأندمُ أنّني ما كنت من تمرٍ
لآكلني إذا ما هاجني جوعُ الذئابْ؟!
أين الطريقُ وقد تشابهت المعالمُ
في زمان القحطِ؟
هل بعضي ليصدقني النّبأْ؟
أنا تائهٌ قد بعتُ أسمالي
ونصفَ جوارحي
ما ظلّ لي مما يُشير إلى وجودي
غير أظفاري
أليس بها سأحفرُ خندقاََ في النصّ
نحو اليابسهْ؟
لا تتبعوني..
أخرجوا من داخلي الرمقَ الأخيرَ
لعله يُحيي غريقاََ ساقطاََ
من مركبِ الفارّينَ من نار الوطنْ