خذها.. شعرأنور الخطيب

خذها.. شعرأنور الخطيب

خذها..

شعر: أنور الخطيب

خذها..

كأنك تحمل طفلا حديث الولادة

شمّها، كمن يستعيد حاسة الشم مرة واحدة

وقبّلها، بعينيك على شامة في  جيدها

كي لا يلامس المجاز وشماً تحت ثغرها

وخذها..

كأنك الآن تحررت من سجن اللغات

وصار جسمك أبجديتها

حدّثها بكل شيئ فيك وابدأ بذراعيك

دعهما يعزفان لها مقطوعة النسيم

وأتها من شمال نرجسها

جنوب دفلاها

تحت قرنفلها فوق جلّنارها

واهدها شرقَ أغنياتها على غرب لحنها

وكن شهيدها

خذها

كأن الحرير تجسّد في صوتها

وراقص مقاماتها،

ستلفظ اسمك مثلما ترسم الضوء على شالها

كن ليلها الذي يشعّ في عريها

ولا تتحرّش بطاووسها

دعه يؤدي رقصة الغرور في ثوبها

خذها

واسكن كناسك جناحها،

وتنقّل بين زهرتين مشرئبتين 

لا تشاكسهما

دع الصورة الشعرية ترسم الحراك في سكونهما

فالحب أن ترقب ظلّها

كلما نأت ينشق عنك شقّها

حتى إذا نأت مرّتين 

عانقت كلّك في كلّها

وطارت نحو سحرها

حيث أنت، وحلمك،

والشوق الذي سجنته خلف بابها

سراب في سرابها

اترك تعليقاً