من وحي قصيدة “قلبي يستأذن” للشاعر أنور الخطيب..
بقلم: كلود صوما
قلبي يستأذن
قلبي يستأذن كي يتعرى
فهيّئي الحليب ال ينزّ من توتتين بنكهة القهوة بالهال
أو بشهقة الكرز المائل للأرجوان
قلبي ضجرٌ فدلّليه بنظرتيك الشقيّتين
أو براحتيك المبتلتين بالصندل الغجري
أو زبدة الكاكاو
ورتّبي نبضه بعشب ضفّتي القرنفل
كي يرقص التانغو مع المانغو المُقشَر
قلبي الآن يزهر
قد يتحرّش بالقاف الشبيهة بالحضن
مدّديها على سرّتك الغائرة
ننحدر سوياً إلى خمر نهرك
لنسكر حتى يقظة التاء
ونبدأ فك وثاق الأنوثة
بالشّعرِ
أنت تُنثرين فواصل المجاز على جسدي
وأنا، أنثر النجوم عليك
وأرتديك
******************************************
من وحي القصيدة ..
على مرّ العصور ، نلمس ابداع الشعراء في كتابة قصائد حبٍ وغزلٍ وعشقٍ في المرأة وهذا ما يدفعنا للتساؤل : هل من امرأةٍ معينةٍ حقيقية ٍتختبىء خلف سطورهم ، ام انها صورة جميلة متخيّلة من نسج خيالهم ؟؟
لو أردنا على سبيل المثال معرفة حقيقة الشاعر نزار قباني بالمرأة ، وهو الذي شعر بالقسوة والمطاردة حين اُطلق عليه لقب ” شاعر المرأة ” ، لأدركنا انه هو من ” وضعها قرنفلة بيضاء على صدره ودخل بها على حصان أبيض الى المدن العربية التي تمارس الحب بصورة سرية ” ..
في يومنا هذا ، وحين نقرأ لشاعرٍ غريبٍ مغرّبٍ ، باحثٍ أبديٍ عن امرأةٍ قادمةٍ من المستحيل ، نستنشق من قصائده رائحة الياسمين والزيتون والمانغو ، نصافح الحبَ في عينيه والأملَ بالعودة في روحه ، فنحن حتماً امام الشاعر والروائي الفلسطيني انور الخطيب !
” قلبي ضجرٌ ، فدلّليه بنظريتكِ الشقيتين او براحتيكِ المبتلتين بالصندل الغجري او زبدة الكاكاو .. “
اي امرأة هذه يحتاجها الخطيب ، ينتظرها كأمّه البعيدة ، يرجوها أن تصنع مشهداً ساحراً كوردةٍ على نهد فجرٍ وثغرٍ مبلل ٍ بالهديل ؟
اي امرأةِ حلمٍ هذه ينبعث من رحمها اليها لترضيَ غروره وتكون وطنه ، تحتويه ، يحتضنها وينثر النجوم عليها ويرتديها ؟؟ …
تبقى سرّه ويبقى آسرها ..