وجنتاها تفاحة أخرى
شعر:
حيدر الغزالي
لو كنت سنديانة على الطريقِ إلى الجبل
أحنو على قصصِ الطفولة تحتَ جذعي
أربّتُ على كتفِ الصباحِ
حين ينسلُّ من رحمِ الليالي المدلهم
أصدُّ الريحَ عن بيتٍ يانعٍ
تخبزه الشمسُ في حضن الطبيعة
كيلا تطيّر أحلام ساكنيه المعلّقة
على حبل الغسيل
لو كنتُ زيتونةً
أتطفل على حديث عاشق في حضرة الظل
يصل إلى ربه عبر عينيها و سكْرِ كفيها
يشربون كؤوس حبّهم تحت جناح أوراقي
أسمعه و هو يقول:
أعدكِ بقصيدة تأخذني إلى غياب أنوثتك
و تحمل الريح على عكّاز حرفها
كي يتدلى شعرك على صدر البلاغة
فأصبح المنسيَ في طيف اللغة
في طيف نهرٍ يجمع ماءه
من عطركِ الممشوق حين تأتي
كل البنات ضفاف
و النهر أنتِ
نشرب سوياً شرابَ الرقص
على سكون الواد
نطبطب على عينيه ليدلّنا على قصر الوله
و نمضي
أعصر وجهكِ كي أصير نبياً
و أقطف من وجنة الأيام
تفاحي
يا الله
أخرجت أبي من جنتك
أنا آدم
و حواء أنت
لا تخرجني من قلبها
فوجنتيها تفاحة أخرى
حيدر الغزالي / غزّة
حيدر الغزالي، 17 عاما، شاعرٌ يمشط القصيدة بصباه، يراود المعنى عن نفسه بمعنى أكثر غواية، يكتب من مدينة محاصرة ويسعى لفك الحصار بورد بوحه، وتوهّج روحه، كلما قرأت له أشعر باتساع المدى وبهيبة الشعر ودوره في خصوبة التراب ونموّ الأمل. شاعر يعد بالكثير، له المدى، ولنا انتظار تدفقه في جذوع أشجار اللوز ..