طوَّبتُ عينيكَ .. أرضي
بقلم: مشلين بطرس
هنا في بؤبؤي عينيكَ
أتأملُ مجراتِها السابحات
ابتكرتُ سفنًا أو ربما صواريخ َ
تخلّلت شِغاف قلبكَ
فزرتُ مجرةَ غرامكَ …
وفتحتُ خزانةً كانت مقفلةً هناك
فتناثرت أوراقُ قصائدَ كتب عليها عنترة بن شداد:
هاج الغرامُ فدُر بكأسِ مُدام ِ حتى تغيبَ الشمسُ تحت ظلامِ.
ودع العواذلَ يُطنبوا في عذلهم فأنا صديقُ اللوم واللوّام.
اقتربتْ مجرةُ شوقكَ من أذني هامسةً:
أغالبُ فيكِ الشوقَ والشوق أغلبُ وأعجبُ من ذا الهجر والوصلُ أعجبُ
حضنتُها وقبلّتها مناديةً: أيها المتنبي اخرج من عزلتك
واكتب لي ودًّا وقلْ للقلبِ أيها القلبُ رأيتُكَ
تُصفي الودّ من ليس صافيا !!
عيناكَ هُيامي ..
عيناكَ غرامي ..
ها قد باح الوجدُ بعشقه، فزاره الوصبُ
وحلّت عليه الإستكانةُ
طيفًا …
فيا نجوى فؤادي …
إنّي لفي عينيكَ قاطنة ٌ
أهتدي بنور مجراتي
فأقرؤها مجرةً مجرةً وأنهلَ منها
زادي وكلَّ لغاتي …
وأَسقي من جفنيكَ القلبَ
هوىً
فيبرعمُ الكلَفُ في هواكَ
جوىً
فيا أرضي ..
أرسلي لي مع ذبذبات النُهى
تخاطرًا
ودعيني في لُّبه أشكلُ ألحان اللظى
دعيني أرسمُ الرُشدَ عشقًا ..
وأهيمُ في شراييني وصلاً …
هل لي في الحياة عمرٌ يُحيني؟
أم أن الشوقَ سيكويكَ ويكويني؟
بؤبؤ عينيكَ أرضي ومسكني
فيا قاطني قلْ لمجراتِك
لا تأفلي ..
فالشمسُ مهما غرُبتْ
لن يستكينَ الحبُ إلأ وقد
شرُقت …