تطبيع.. شعر: أنور الخطيب

تطبيع

شعر: أنور الخطيب

قبل نومي..

قرأت لأمي ما تيسّر من سورة الفقد

وفي الهزيع الأخير من الليل المملّ

استيقظت الكوابيس كالنساء الممتلئات شهوة

لاستعادة الليل من أول قبلة حتى الصراخ الأخير

فالكوابيس يعتريها- مثل كل الكائنات-

شبق لا ينتهي، ولا يبتدي،

تلحّ كثورة بيت الدبابير في القيظ

لم تجد سواي حتى تمارس لذة الطنين

قلت أحاورها، فربما تترك لي غفوة

أؤثثها بالسبات القليل،

لم تستجب

قلت أدلّلها، فربما تغض الطرف

عن مساحة بحجم عيني،

لم تستجب

قلت أصالحها فربما تمنحني غطاء

أرتب تحته- إلى حين – غربتي

لم تستجب..

قلت أطبّع العلاقات

ربما تمنحني وسادة على ساحل الغفو،

لم تستجب

قلت أبيع نفسي لها فوافقتْ

أخذَتْ منّي الوسادة والغطاء وحجم عيني

أخذت خطوتي وما يسندها من تراب

كل ما يتمنى الغريب من ليله ونهاره

ما يُستجاب وما لا يستجاب

ألقَتْ ظلالي خارج الليل والنهار وقالت:

نم الآن، فقلت: لم أعد كائنا حتى أنام

أعيدي لي القلق الذي أحب،

فلم تستجب..

اترك تعليقاً