العدو
شعر: أنور الخطيب
العدو لص الذكريات
يكمِن في أول الحب
بين شفتيّ حبيبتي وحافّة قهوتها
يتخفّى عند احتكاكِ عودِ الثقاب المُحبّب للتبغ
ليطفأ سيجارة صدرها
يتسلل بين صباح الخير وخير الصباح ٍ
لحاجّةٍ همّت لتقديم شكوى إلى الله
لأخذه زوجَها
وتركِها وحيدةً مع الذئب يعوي في مفاصلها،
العدو وسادةٌ محشوةُ بالنباح
يعض أحلام الصغار
قبل تشكلها في دفتر النوم
العدو كائن
لم يكن يوما في كينونة الدرب
المؤدي إلى زيتونة التاريخ
يدوس على جغرافيا التحيات مدعيا أنه إبنُ اللغة،
تقول الحاجة للفراغ
يحاول ملء الشوارع بالأغنيات الخادعة:
“واصل سيرك نحوك
حيّزنا مكتظ بنا وخراريفنا
سوف تنقض يوما على وهمكَ المدججِ بالإفتراضي”
وتمضي لكهف الأمنيات توقظ “الشاطر حسن..”
العدو ظلٌ بأنيابٍ تقضم الغيم
حيث الأطفال
يمارسون السباحة في ثلثيّ هاماتهم
ينصبون كمائنَ في حنجرة الطارئ
يخرجون في لحظة انتشائه
فيختنق،
يقول العدو للحاجّة وهو يسعل مثل العجائز:
“قد دسستِ الذكرياتِ الجديدةً في أوردتي
عطّلْتِ أغنيتي
سأمضي الآن للصغارِ لأحرقَ الماضي
أبني جدارا بين عروسين
يكتبان أغنية للذاكرة..”
تقول الحاجّة: انتظر إذنْ فربما
تُكمل هذا الجدارَ في الآخرة
# اللوحة بريشة الفنانة الشاعرة أوغيت خير الله