سهرة مع الصعاليك.. شعر: أنور الخطيب adminمارس 20, 2021 الرئيسية، قصائد مختارة، مقالات عن إصدارات انور الخطيب، واحة الاصدقاء لا تعليق بعد سهرة مع الصعاليك أنور الخطيب لم نجتمع كي نعاقر العرق.. أو نقولَ كلاما في الحداثة والسياسة والمذاهب والفِرق.. أو نَغير على قافلة تحمل النفط والنساء والنزق أو لننقذَ ما تبقى من نوارس عشقنا من الغرق لم نجتمع كي نقودَ الحمام إلى حفلة زار أو نهيئَ شرفة جديدة لهذا الدمار اجتمعنا كي نعري التماثيل من عطرها قصائدَ المديح من عروشها غرفَ النوم من مكرها والبنادقَ من سباتها، والبياناتِ من لغاتها واللغاتِ من بغيِها، والحدودَ حين تختنق.. …….. قال صعلوك قادم من شمال الرمل حين ناداه صاحبه باسمه الثلاثي الحقيقي: “اشتقت لاسمي.. لم ينادني أحدٌ منذ دهر أيها الصعاليك الجميلون احملوني على أكف المساء لأقطف نجمة ترقُص لي، فلا يشاركني أحدٌ شهوة الانعتاق وحين أراقص (الخيل والليل والبيداء..) لا تسألوني عن السيوف والرماح والقراطيس والأقلام، تنكرت لي كلها وحين مضيت استقرت بظهري، فهل لي امرأة تراقصني قبل موتي..” ….. قال صعلوك قادم من جنوب القلب: لا نساء في سهرة الصعاليك مر دهر لم تقل لي امرأة بكل أنوثتها: “أحبك”.. ظننت عودي يابساً.. وكأسي طاردا للفراشات أيها الصعاليك الجميلون احملوني على جناحي نحلةٍ كي ألثمَ وردةً عنوة، أشمها وحدي، فلا يشاركني أحد لحظة الارتواء.. فهل لي نهد قرنفلة يقطر بي قبل موتي..” …. قال صعلوك قادم من معلّقة: “لا ورود في سهرة الصعاليك، منذ دهر أطوف.. لم تهدني السماء غيمة كي تبلل حنطتي، تمنيت لو شكّت شوكةٌ قدمي لتحمل الشمسُ دمي للسماء أيها الصعاليك الجميلون احملوني على كف موجة تغسلني من غبار الأحاديث وليَهدني الليل قطعة من قماشه.. لأصيح..دثروني.. ….. قال صعلوك قادم من خيمة الطّلق لا غيم في سهرة الصعاليك لا ورد لا نساء لا ماء ولا قماط.. مارسوا الآن لحظة الولادة من رحم عتمة لم يخترقه الضوء، منذ دهر لم أر الشمس كما ينبغي أن تكون، نهار دافء، حبيبة عذراء، رقص الفراش دون ذعر، وحضن حنون، أيها الصعاليك الجميلون اسحبوني كالوليد من رحم أمٍ في جنازتها لتنهض من غفوتها وتُرضعني، ولا يقترب أحد مني، في حفلة الحليب .. لأرتوي لو مرةً في العمر، من عينيّ أمي.. ….. تكوّر الصعاليك كلٌ على حضنه، لا أمهات للصعاليك، لا آباء لهم.. بكوا وحدُهم، لم يشاركهم أحد لحظةَ الدموع امتلأ الليلُ بهم وصلّوا.. بلا ركوع.. #أنور_الخطيب