أمسيات شعرية أم وِرَش تجميع قصائد تشبه ورش تجميع السيارات؟
كلما حضررت أمسية شعرية كثُر فيها النظم والقوافي شعرت أنني في ورشة تجميع تشبه ورش تجميع السيارات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية.
لا أدري إن كان عصرنا في حاجة إلى المزيد من اجترار القوافي وتكرار الإيقاعات،
ولا أدري إن كان العصر يحتاج إلى الحِكم الرديئة، ووجوه نساء تشبه الأقمار،
كل ما أعرفه أننا في عصر يحتاج إلى الرثاء، ليس الغرض الشعري الذي فرد البكائيات على مدى حق تاريخية، إنما رثاء واقع بكل ما فيه، الأوطان، الساسة، الشعراء، الأبناء، الأخلاق، القيم، والحب.
إنني أعجب من شعراء يعيشون في عصرنا ولا أجد الجمر في أشعارهم،
ولا الغضب في بحورهم،
ولا الإنسانيات في محتواهم
ولا التأمل الحقيقي في فضاءاتهم،
فقط يتحرشون بالمرأة تحرشاً لا يرتقي ولا يتّقي، أي يكتبون فيها شعرا كأنهم يكتبون عن مخلوقات أخرى مجردة من العطر والسحر،
كأن نساء الشعراء نسخن عن امرأة واحدة.
أتمنى الخروج من أمسية وأنا مُثقل بالشعر وليس بالاستعراض، فلا أتكلم مع مرافقي أو رفيقتي في طريق العودة إلا عن حالة التشبّع وما نبشه الشعر في تراب روحي. وخاب أملي إلا من استثناءات قليلة، ولا أدري إن كنت سأواصل حضور الأمسيات الشبيهة بما وصفت في سطري الأول..
لا أتحدث عن ساحة بعينها أو شعراء محددين، هي ظاهرة منتشرة في عالمنا العربي، رغم ما تخلّفه من ضجر في أرواحنا.
أنور