لقد رقصت كثيرا أيها الفيلسوف وآن لك أن تتعلم الدبكة.. بقلم: إلهام شحرور

لقد رقصت كثيرا أيها الفيلسوف وآن لك أن تتعلم الدبكة.. بقلم: إلهام شحرور

لقد رقصت كثيرا أيها الفيلسوف وآن لك أن تتعلم الدبكة

بقلم: إلهام شحرور

“لقد رقصت كثيرا ايها الفيلسوف، وآن لك أن تتعلم الدبكة”

هكذا ختم الروائي والشاعر أنور الخطيب روايته الممتعة “رقصة الفيلسوف”..

نعم عليه ان يتعلم الدبكة، بعد ان صال وجال وهام وأثار وأثر وأشعل وفتن وافتن واسقط وسقط، ورقص على جمر الثورات التي اكلت الاخضر واليابس متباهيا،مفاخرا، مغترا، آن لهذا البهلوان ان ينزع القناع ويرى الحقيقة التي اغشت عينيه ويترجل عن فكره حول قضية التغيير ونشر الديمقراطية والعلمانية وامكانية الشراكة مع الاسلاميين في تكوين مجتمعات ديمقراطية…فكره الذي لم يخلف وراءه غير الدم والدمار…!!

لقد عالج انور الخطيب في روايتة “رقصة الفيلسوف” قضايا لم يتجرأ أحد على خوضها في ظل ما تمر به منطقتنا العربية في الوقت الراهن من صراعات داخل الوطن الواحد والبيت الواحد والتهافت نحو التطبيع مع العدو الاسرائيلي..

تحدث عن الانشقاقات والخيانات والثورات..عن الحب والجنس..عن الفن التشكيلي والمسرح والشعر..عن الوطن والمنفى والمبعدين واللاجئين وعن الزعماء والقادة الفاسدين

حاول أنور الخطيب بذكائه ودهائه الروائي ان يستخدم الرمزية في أسماء شخوص روايته واللعب بشكل غير مباشر على ما يريد ايصاله للقارىء وذلك لغاية في نفس يعقوب.

لقد نحت الكاتب انور الخطيب كثيرا ليحقق المتعة للقارىء كمتعة السرد ومتعة التخيل ومتعة اللغة، كالاستعارات والكنايات والتصوير والبلاغة..كذلك متعة الايهام بالحقيقة وكأن الرواية حقيقة وليست من نسج خياله.. اضافة الى المتعة الشعورية المتمثلة بالاثارة والتشويق.

اما اللغة التي استخدمها الراوي فهي لغة مكثفة، مثقفة باذخة، فلسفية، حيث ترك الشخصيات تمارس حريتها في الحديث كما تشتهي كي تصل للمتلقي بتفاصيلها، بحركتها، وبرائحتها وحتى بمستوى لغتها..لغة لا تخلو من فكر يشبع عقلك وقلبك وروحك وكل خلية فيك حد التخمة.

لقد وصف انور الخطيب اماكن الرواية وصفا حيا وكأنه يعيش فيها او زارها من قبل..وهذا بدورة يجعل القارىء يتعايش مع احداث الرواية وكأنها حقيقية.

“رقصة الفيلسوف” رواية تصلح ان تكون فيلما او مسلسلا وهي برسم المخرجين والمنتجين في الوطن العربي وما اكثرهم

وانور الخطيب شاعر وروائي لن يتكرر.

فارجو من النقاد أن يقرأوا هذا الروائي العربي الفلسطيني الفذ جيدا..

انصح الجميع بقراءة هذه الرواية التي لن تنتهي منها الا وانت ممتلىء بفلسفة وثقافة وفكر تتعشق عقلك.

وبعدها عليك أن تتعلم الدبكة!

اترك تعليقاً