الممحونات والإعلاميون..

الممحونات والإعلاميون..

الممحونات والإعلاميون

عبارة “الإعلام ذو حدّين” معروفة للإعلاميين أكثر من عامة الناس، إلا أنهم يقفزون عنها ويمارسون “الحد الواحد” وهو بطبيعة الحال “السلبي” وليس “الإيجابي”، وبعضهم لا يعترف بالمعيار الأخلاقي للحكم على البرامج الجماهيرية الحوارية لأنه يطمح إلى تحقيق نسبة مشاهدة عالية. هذا المعيار مجازفة تشبه مقولة “الجمهور عايز كده”، وفي الواقع، متى ما سار الفن خلف هذه المقولة، وسار البرنامج الحواري الجماهيري خلف “نسبة المشاهدة” فالفن والبرامج معرّضة للهبوط وترويج التفاهة والسطحية.

ماذا يستفيد الجمهور من استضافة امرأة تافهة تنشط في وسائل التواصل الاجتماعي، وبنت شهرتها على النغمة الأباحية ومخاطبة الغريزة عن الرجل والفضول عند النساء، وكيف تخدم هذه الاستضافة التنمية البشرية الأخلاقية أو الإنسانية؟ الإجابة السريعة والحقيقية تقول إن هذه البرامج تسعى إلى تسجيل أعلى نسبة مشاهدة بين الناس بغض النظر عن المحتوى الإعلامي والبرامجي.

الفلتان الأخلاقي الذي تشهده وسائل التواصل الاجتماعي، وتغض النظر عنه معروفة أسبابه: زيادة الجمهور والمتابعين، أي العملية مرتبطة بالكمية على حساب النوعية، فهذه الوسائل تخالف قوانينها حين تسمح للنساء شبه العاهرات بوضع فيديوهات فيها الكثير من (المحن) والانحطاط والسفالة، بينما تمنع فيديوهات بتهمة ترويج العنف والإرهاب. أما الدول التي تسكت على مثل هذه الفيديوهات فإنها إما تعاني من فساد عام أو أنها تحرض على نشر القيم والرذيلة، وقال أحد مقدمي هذه البرنامج لضيفته (لو كانت هناك دولة لألقت القبض عليك منذ زمن)، وهو يعلم أن هناك دولة وهناك قوى أمن واستخبارات نشطة، لكنها تتغاضى عن تلك النساء تحت ستار حرية التعبير، بينما لا تتغاضى لو أعلن أحد الناشطين موقفا سياسيا جريئا أو اعتدى باللفظ على شخصية عامة، هنا ممنوع الاعتداء على شخص، وهناك، في حالة النساء شبه العاهرات، مسموح الاعتداء على المجتمع.

إن أقل ما يمكن أن توصف به تلك النساء بأنهن ساقطات اجتماعياً وأخلاقياً وأفلامهن أقرب إلى الدعارة منها إلى برامج الاستعراض.

لا داعي لذكر الأسماء أبدا، لأنهن معروفات، وكذلك بالنسبة لمقدّمي البرامج، معروفون.

الحرية الشخصية (أنا هيك) تتوقف عند حرية المجموع (نحن هيك)، وهذا التفذلك والتثاقف في البرامج يؤدي إلى تشريع السقوط ونشر التفاهة.

أنور

اترك تعليقاً