النفاق
أصبح النضال العربي إفتراضياً، والجهاد الإسلامي إلكترونياً، والمقاومة الفلسطينية شفهياً، فالهزائم تتوالى كالسيل ومواجهتها تتم بـ(أضعف الإيمان)، ونسي العرب والمسلمون ثقافتهم التي تحرضهم على تجهيز العدة من رباط الخيل والطائرات والدبابات والجنود، وجلسوا في المساجد يتذرعون لله وعونه، وهم عارفون أن الله لا يستجيب من الساكت الخانع المستسلم، ورغم ذلك يواصلون ركوعهم وصمتهم.
الهجوم على الأديان والرسل مرفوض رفضا باتاً لأن فيه تغذية للكراهية وعودة إلى عصور الدم والقتل على الهوية، ومن حق الأتباع التعبير عن آرائهم وعواطفهم، لكن قبل ذلك عليهم أن يتحلّوا بأخلاق دياناتهم ورسلهم، وأن يكونوا أصحاب قيم وأخلاق في حياتهم اليومية، ويقدموا للعالم نماذج أخلاقية حضارية علمية معرفية كي يكسبوا احترام العالم، فالرسول (صلعم) الذي أخذتكم الغيرة لتعرضه للإساءة لا تتبعوا رسالته وجوهرها، والدين الذي تغارون عليه حولتموه إلى حركات رياضية وشعائر وطقوس تؤدونها في المناسبات، وهذا هو النفاق بعينه، أن تصلي في المسجد أو الكنيسة أو المعبد وتخرج لممارسة عكس الإيمان، وهذا إيمان مزيّف لا ينطلي على أحد.
على المسلمين أن يكونوا مسلمين حقيقيين قبل التظاهر للدفاع عن إسلام لا يعرفون إلا قشوره.
هذا بشكل مبسّط بعيدا عن التنظير والتعقيد اللغوي.
أنور