اتجول بمخيم المغازي الان… لا احد سواي، وظلك يتبعني
بقلم: نجاة فوّاز
أحب شوارع المخيم
انا لم اولد به.
لكن لي به رفاق يقهقهون لوقع خطواتي المرتبكة، يقولون:” ستسقط منها سلة التفاح، ويتدحرج قلبها خلف الحبات عبر الازقة.
ويقول الشقي فيهم:” أنتظروا ستصير سمكة، واصطادها” يحدق بعينيّ وهو يقسم بأنه لن يعيدني للبحر.
أنا التي لم تعشق رجلا من غزة، ها هي تتورط بصياد سمك من مخيم المغازي…
وها هو المخيم يجدد العهد، ويبتكر طريقة اخرى للانتحار حبا بالحياة…
أسير قليلا، لا اصوات هنا، سوى صوت كعبي العالي قليلا. وانفاسي…
مثل السطو تحاصرني الجدران الكثيرة لتنقض عليّ بكل لحظة، خلسةً او علنا لا يهم، فما من أحد بالشارع سيسمع صوتي…
لستُ خائفة، لكني لستُ مطمئنة، مثل غزة أنا عالقة بين ضحكة وحد السكينة، لا أُذبح ولا ينقذني أحدهم…
اتوغل اكثر بحارات المخيم، يزداد الصمت وحشةً، وازداد أنا غضباً، أنكمش أكثر، اسارع خطواتي واقفز مثل غزالة تفر من قبضة ذئب…
غزة مثلي شقية تركض بين ذئب وبحر…
لا الذئب ينهشها ولا البحر يُغرقها، ولا هي تنجو…
بالمغازي قبل قليل، وضعتُ كمامتي الزرقاء، هنا كورونا تعلن أنها تعيد للمخيم إنضباطه، وتعينه على ترتيب اوراق وفاته.
لكنه يريد الحياة…
غزة مثلي تتأرجح بين إسمها وإسمي…
مرة يغزها الموت بقصف عنيف، ومرة تمدها الحياة بلحظة نجاة طائشة وهي بين اللحظتين لا تفلت يدها اليسرى من الحياة، ولا يدها اليمنى من الموت…
سأغادر المخيم هذا المساء، تاركة قلبي آمانة بكف ذلك الصياد الشقي، عله يعيدني ذات نهار للبحر سمكة تبلع خاتمه الفضي….؟!