زفرات فجر عربيّ
شعر: رولا ماجد
الشمسُ أصابتْها رعشاتُ العتمِ وما بصرتْ مجدافًا يُبحِر في الشّفقِ
لفظتْ ومضاتٍ كالغرقِ
أطفأها بكاءْ
مَن جرَّحَ عينَ الغيمِ ولطَّخَ وجهَ البحرِ دماءْ؟
الفجرُ كسيحٌ يشحذُ عُكازًا من طيرٍ قد بترَتْ ساقيه سماءْ!
قدرٌ يتوضأُ في الغسقِ
ويُصلّي في الأفقِ حافي العينين!
الفجرُ أسيرٌ يَهرُبُ يَندُبُ يَتعَبُ يَنحَبُ:
أين لظى اللّهبِ النارِ النورِ الأنوار!
كيف الأقدار؟؟…
الفجرُ عليلٌ يُجرَحُ يُذبَحُ يُطرَحُ يَصدَحُ :
أين مدى السّحبِ الردِّ السدِّ الأسوار؟
كيف الأقدار؟..
الفجرُ قتيلْ!
مَن يثأرُ للنور المسبِيّ؟
مَن يورِقُ غصنًا للدوريّ؟
مَن يرثي القزحَ الضحكاتْ؟
مَن يوقظُ أهدابَ الوردِ المنسيّ على الشرفاتْ؟
ذاكَ الأفقُ المتثائِبُ حزنًا قد يكبو في مهدِ الماءْ
هُزّي المهدَ المتلألئَ دمعًا يا عيني
وانتظِري الحالِمْ!
اللهُ هو المدلولُ النائم في العتمِ القاتمْ!
والدّالُ ضياءْ!
_ رولا ماجد _