قد عدت طفلا على يديك
شعر: أنور الخطيب
ماذا أفعل الآن وقد عدت طفلا على يديك
لي رغبات الطيرِ الشجرِ الماءِ
ما ملكت يداكِ
أتعلمينْ..
ما تملك الأصابع حين يشتاق الحنين إلى الأنين
ما تملك راحة الكف حين تلامس ظهر عصفوريّ الصباح
ما يملك العصفوران من غناء تحت ثياب المساء
ما يملك المساء من قصائد جاثية عند ساقيّ البنفسج
ما يملك البنفسج من شهوة اللون عند انحسار الحرير عن الغدير
ما يملك الغدير من تفاعيل هاربة من البحر
ماذا أفعل الآن وقد صرت شاعرا طفلاً
خطّ صورة شعرية على ذراعيك
وانتابته رغبة الريح المطر الشمس
ما ملكت ذراعاك
أتعلمين
ما تملك الذراعان من حنان
ما يملك الحنان من نوايا العطر تحت إبطيك
ما يملك إبطاك من حكايات الغيم الدافئ
ما يملك الدفء من حطب أخضر للعناق
ما يملك العناق من تلاشي المسافة بين فم الطفل ودمعة الصهيل
ما يملك الصهيل من رجعِ البكاء
ما يملك البكاء من رغبات طفل صار شاعرا فجأة
فراح يكتب فوق كل خلية تلمسها يداك
ماذا أفعل الآن وقد عدت طفلا على يديك
لي رغبة واحدة نسيتها حين كنت كبيرا:
أن أموت على يديك