هل طور سينين في سيناء، وهل الصهاينة هم اليهود؟ بقلم: الدكتور محمد عاطف الخطيب

هل طور سينين في سيناء، وهل الصهاينة هم اليهود؟ بقلم: الدكتور محمد عاطف الخطيب

هل طور سينين في سيناء، وهل الصهاينة هم اليهود؟

بقلم: الدكتور محمد الخطيب

دعونا نتأمل ونفكر ولكن؛ ولا نستعجل باتخاذ رأي حتى نستمل البحث ونتدبره كاملا .

نحن نظن أن سيناء أو سينين أو طور سينين هي المنطقة الجغرافية التى تدعى الآن بمنطقة أو صحراء سيناء، تقع في شمال شرقي مصر، وهي صحراء قاحلة فيها بعض الهضاب ولكن لا يوجد فيها زرع أو شجر الزيتون المبارك، إذن فكيف يقول الله عز وجل: ( وَشَجَرَة تَخۡرُجُ مِن طُورِ سَیۡنَاۤءَ تَنۢبُتُ بِٱلدُّهۡنِ وَصِبۡغ  للاكِلِینَ) ؟ ونحن نعلم أن هذه الشجرة المقصودة هنا هي شجرة الزيتون ؛
فهل كانت سيناء في ذلك الزمان مروجاً خضراء من شجر الزيتون ؟ كلا ، هذا لم يكن ولا يعقل اصلا ؛ إذن طور سيناء أو طور سينين المذكور في القرآن الكريم ليس في منطقة سيناء الحالية، فأين هو؟
دعونا نتأمل بعض الآيات الأخرى: (وَنَادَيناهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَیۡمَنِ وَقَرَّبۡنَاهُ نَجِيّا)

لماذا جانب الطور الأيمن؟ لأن بجواره بل وملاصقا له من الجهة اليمنى الأرض المباركة وهي بيت المقدس وسورها وبابها؛ اقرأوا أن شئتم: (وَرَفَعۡنَا فَوۡقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِیثَاقِهِمۡ وَقُلۡنَا لَهُمُ ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سجّدا).
فالله تبارك وتعالى رفع فوقهم ذلك الطور ليخيفهم ويأمرهم أن يدخلوا الباب المجاور للطور تماما، فالطور أو طور سينين أو طور سينا أو سيناء أو سيون هو الطور المحاذي للقدس المحاطة بالسور والتي لها باب مقابل الطور؛ واقرأوا قول الباري جل وعلا: (يا بني إسرائيل قَدۡ أَنجَیۡنَاكُم مِّنۡ عَدُوِّكُم ووعدناكم جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلۡأَیۡمَنَ وَنَزَّلۡنَا عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰ). فالجانب الأيمن (الشرقيمن الطور هو الأرض المقدسة (القدس) التي أمر الله بني إسرائيل أن يدخلوها فعصوا وفسقوا؛
ثم تدبروا قول الله عز وجل  : (فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦۤ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ناراً قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوۤا۟ إِنِّیۤ ءَانَسۡتُ ناراً لَّعَلِّیۤ ءَاتِیكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَة  مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ ۝ فَلَمَّاۤ أَتَاهَا نُودِیَ مِن شَاطِىِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَیۡمَنِ فِی ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن یَا مُوسَىٰۤ إِنِّیۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَالَمِینَ)، أي أن الله نادى موسى من شاطئ ، (أي جانب) الوادي الأيمن لهذا الطور وهو المنطقة المباركة الملاصقة الغربية لسور القدس وهناك البقعة المباركة يمين الطور أي يمين أشجار الزيتون المباركة ؛ فالطور على يسار القدس وهي على يمينه ، وهنا كلم الله جل في علاه عبده ورسوله موسى وكتب له التوراة على ألواح؛ وايضا تأملوا قول الله تبارك وتعالى: ( وَٱلتِّینِ وَٱلزَّیۡتُونِ ۝ وَطُورِ سِینِینَ ۝ وَهَذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِینِ).
فالتين والزيتون لا يوجدا  في منطقة سيناء الحالية ، بل موطنها أصلا هو القدس وما حولها وبالذات طور سينين المحاذي للقدس تماما ؛ اظن ان الصورة قد اتضحت ؛ فإن ما يسميه أهل الكتاب في كتبهم جبل صهيون ليس إلا هو جبل سيون كما يسمونه هم ،أاو طور سينين أو طور سيناء ،بل انظر إلى تسميته عندهم في لغتهم : سيون ! ولكن لحاجة في نفسهم عندما ترجموها للعربية اسموها صهيون حتى لا نهتدي اليها ولا نتشبث بها ؛ نعم ؛ طور سينين أو طور سيناء أو ما يسمونه الآن بجبل صهيون هو الجبل الغربي الجنوبي لمدينة القدس الأصلية المحاطة بالسور ، وهو جبل يقدر ارتفاعه ب 777 متراً فوق سطح البحر ؛ وجهته اليمنى هي سور بيت المقدس ( القدس ، الأرض المباركة)  وبابها ، وهذا الطور هو المبارك في الكتب السماوية وليست أرض سيناء الحالية في مصر ؛ وهو الجبل الذي صعد عليه نبي الله داود وقتل جالوت بمقلاعه وهو يعتليه ؛ وهو الطور الذي رفعه الله تعالى على بني إسرائيل حين خالفوا أمره، وأمرهم أن يدخلوا باب القدس الذي لا يبعد عنهم سوى أمتار ؛ وهو الطور الذي توجه منه نبي الله موسى شرقا جهة اليمين باتجاه سور القدس ليكلم الله وينزل عليه التوراة ؛ وهو الطور الذي يقع من جانبه الأيمن الوادي المقدس طوى ، والذي هو بمحاذاة الأرض المباركة بيت المقدس .

وإلا ، لماذا لم يرد وصف في القرآن لأرض بأنها “مقدسة” إلا لبيت المقدس أو القدس ؟
اقرأوا إن شئتم :(یَاقَوۡمِ ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِی كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّوا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُوا۟ خَاسِرِینَ).
فالله تبارك وتعالى أمر بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة ، ومن المعلوم أن الله أمرهم أن يدخلوا القدس ، أما في وصف المكان الذي كلم الله فيه موسى فتدبروا قوله عز وجل  ( إِنِّیۤ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَیۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوى). ومن المعلوم المذكور في القرآن – كما أسلفنا آنفا – أن الله كلم موسى في الوادي الأيمن جانب الطور ، وهو ذاته الوادي “المقدس” طوى ، أي أنه حتما واقع في الأرض المباركة وهي القدس وما حولها ؛ وكذلك قوله تعالى :(إِذۡ نَادَاهُ رَبُّهُۥ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوًى)، فهي تحمل المعنى ذاته بأن الله كلم موسى بالوادي الأيمن لطور سينين في الأرض المقدسة.
وتأمل معي جميع الآيات التي وصف الله فيها أرضا بأنها “مباركة”  تجدها كلها في بيت المقدس وما حوله ( فلسطين ) ، سوى في أية واحدة يصف الله تعالى فيها بيته الحرام بأنه مبارك ؛ وذلك في قوله جل وعلا (إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَكَّةَ مُباركاً  وهُدى لِّلۡعَالَمِینَ).
أما عدا هذه الآية فأيما أرض ذكرت في القرآن بالمباركة أو المقدسة فهي حتما في فلسطين ليس إلا ؛ ولم يتم ذكر أرض ما يسمى حاليا بصحراء سيناء بأنها مباركة أبدا؛
اقرأوا ان شئتم قوله تعالى (وَأَوۡرَثۡنَا ٱلۡقَوۡمَ ٱلَّذِینَ كَانُوا۟ یُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلۡأَرۡضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِی بَارَكۡنَا فِهما وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِی إسرائيل بِمَا صَبَرُوا وَدمّرنا مَا كَانَ یَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُوا۟ یَعۡرِشُونَ).
ومن المعلوم أن الله هنا يتحدث عن نعمه على بني إسرائيل – في ذلك الزمان عندما كانوا مؤمنين – ببيت المقدس وهذا متفق عليه عند جميع المفسرين بل وجميع الأديان السماوية ؛ فالأرض المباركة هنا هي فلسطين ؛ واقرأوا ايضا قوله تعالى : (سُبۡحَانَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ ليلاً مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَارَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَاتِنَاۤ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ).
ومما لا ينازع فيه العقلاء أن المسجد الأقصى في بيت المقدس الذي باركه الله؛ وهو مسرى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والمكان الذي عرج منه إلى السماء هو الأحرى أن يكون مكان خطاب السماء لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام؛
ولا تلتفت في محاولة صرف المسجد الأقصى عن بيت المقدس إلى بعض كلام الجهلة المغرضين؛
ولنتأمّل  كذلك قول الحق تبارك وتعالى  (وَنَجَّیۡنَاهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِی بَارَكۡنَا فِیهَا لِلۡعَالَمِینَ ۝ وَوَهَبۡنَا لَهُۥۤ إِسۡحَاقَ وَیَعۡقُوبَ  نافلةً وكُلاً جَعَلۡنَا صَالِحِینَ).
وهذه الآية تتحدث كيف نجى الله نبيه ابراهيم عليه الصلاة و السلام إلى الأرض المباركة التي هي فلسطين بالاتفاق ؛
ثم انظروا ايضا قوله تعالى : (وَلِسُلَیۡمَانَ ٱلرِّیحَ عَاصِفَة تَجۡرِی بِأَمۡرِهِۦۤ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِی بَارَكۡنَا فِیهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَیۡءٍ عَالِمِینَ).
ومعلوم أن سليمان كان في بيت المقدس وكانت الريح تجري بأمره إلى الأرض المقدسة وهي القدس ؛
وأيضا فلنتدبر  قوله تعالى : ( ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَوَ تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةٍ فِیهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ  ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ  زَیۡتُونَةٍ  لَّا شَرۡقِیَّةٍ وَلَا غَرۡبِیَّةٍ یَكَادُ زَیۡتُهَا یُضِیۤءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارۚ نُّورٌ عَلَىٰ نورٍ یَهۡدِی ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیم).
ولننظر  إلى بديع هذا المثل من خالق السموات والأرض، فعندما أراد أن يمثل لنوره اذا به تبارك وتعالى يضرب مثلا لنور يوقد من شجرة الزيتون المباركة ؛ وهي الشجرة التي ذكرها الله إنها تخرج في طور سيناء أي في الأرض المباركة وهي بيت المقدس وما حولها؛
وكذلك قوله تعالى: (فَلَمَّاۤ أَتَاهَا نُودِیَ مِن شَاطِىِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَیۡمَنِ فِی ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن یَا مُوسَىٰۤ إِنِّیۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ).
وبهذا يتضّح أنه عندما نربط هذه الآية التي تتحدث عن البقعة المباركة في الوادي الأيمن من الطور بكل ما ورد من ذكر الأرض المباركة في القرآن يتبين لنا أن الوادي الأيمن لطور سينين وبقعته المباركة كلها في الأرض المباركة فلسطين ؛
وكذلك في قوله تعالى: (وَجَعَلۡنَا بَیۡنَهُمۡ وَبَیۡنَ ٱلۡقُرَى ٱلَّتِی بَارَكۡنَا فِیهَا قُرى ظَاهِرَةً وَقَدَّرۡنَا فِیهَا ٱلسَّیۡر سِیرُوا۟ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّامًا ءَامِنِینَ)   فإنه يتحدث عن قوم سبأ وكيف أن الله أنعم عليهم بأنه يسّر لهم السفر للأرض المباركة فلسطين بأنه جعل في الطريق بينهما قرى كثيرة واضحة جلية لكي يرتاحوا فيها في السفر ويسهل الأمر عليهم؛ فالأرض المباركة هنا أيضا هي فلسطين باتفاق المفسرين ؛
وبعد ؛

فهذه جميع الآيات التي تتحدث عن الأرض المباركة التي لم يقصد بها سوى القدس وما حولها، أي فلسطين ؛

فهل يعقل بعد ذلك أن يُعزى ذكر الطور المبارك إلى أرض غيرها ؟! أما الأرض المعروفة حالياً بشبه جزيرة سيناء فلم يكن اسمها كذلك آنذاك ؛ فقد سماها الأقباط القدماء توشريت، أي الأرض القاحلة ؛ ثم ذكرتها التوراة باسم حوريب ، أي الخراب ، ثم أطلق عليها بعد ذلك أسماء أخرى تصف طبيعتها مثل بياوو أي المناجم ، أو دومفكات، أي أرض الفيروز، وفي فترة أطلق عليها سين، نسبة لإله القمر الذي عبده قوم سكنوها في فترة ما ،وأيضا لم يكن اسمها سيناء في حقبة تنزُّل القرآن والفتوحات الإسلامية ، فكيف يطلق عليها طور سيناء وهي لم تعرف آنذاك بذاك ؟
فإذا نظرنا لفتح سيناء ومصر بقيادة عمرو بن العاص من كتب التاريخ القديمة مثل البداية والنهاية لابن كثير، وتاريخ الطبري وغيره فإننا سنجد انه يذكر أسماء الأماكن التي تم فتحها في سيناء مثل الفرما والعريش ولا يذكر المنطقة بانها سيناء ، ثم أن منطقة الفرما ذكرت في التوراة باسم سين ولم يكن لها أي خصوصية أو قداسة ؛ وهي مختلفة تماما عن طور سيون المقدس في القدس .
وايضا فإن شبه جزيرة سيناء ليس لها قداسة تذكر في الأديان السماوية الثلاثة ، ولم تكن محل زيارة دينية في أي عصر من العصور ، ولم تكن آنذاك سوى معبر لبني إسرائيل أو للفتوحات الإسلامية فيما بعد . هيأارض مصرية نعتز بها ونحبّها ولها أهمية إستراتيجية وجغرافية ذات أهمية عالية ، وهي أحد أهم مفاتيح الصراع مع اليهود في عصرنا هذا ؛ غير أنها لا تحتضن الطور المبارك الذي ذكره الله في كتابه العزيز .
اظن اننا قد وقعنا في كذبة كبيرة جداً من اليهود ، هم يسمون أنفسهم صهيونيين أي منتسبين لطور سيون أو طور سينين ونحن نعيد وراءهم ذلك الوصف المغلوط بأنهم صهيونيون أي انهم هم أصحاب طور سينين المبارك !!فهل بعد ذلك من خدعة ؟! لذلك ؛
أولا : علينا أن نترك تسمية الجبل بأنه جبل صهيون ، ونعيد له اسمه الحقيقي وهو طور سينين أو طور سيناء .
ثانيا : علينا أن نترك وصف اليهود بأنهم “صهيونيون” أو صهاينة وكأنهم هم أصحاب الطور ! بل نسميهم باليهود أو بني إسرائيل.
ثالثا : قد يقول قائل إننا عندما نصفهم بالصهاينة فإننا نقصد تلك الحركة العالمية العنصرية ؛ ولكن ألا يلاحظ انه يثبت لهم بذلك الوصف انهم هم أصحاب طور سينين؟
لذلك بعد بحث هذه المعلومة التي هي في لب الصراع مع اليهود علينا أن لا نخدع أنفسنا ثم نخدع العالم كله معنا ونقر لهم بما ادعوه من حق .
وهناك معلومة مريرة أيضا وتؤلمنا كثيراً وهي أننا نجهل تاريخنا ومقدساتنا ، وقد لا نعرفها بالقدر الذي يعلم به أهل الكتاب تاريخهم ومقدساتهم . وأننا لا نزال نأخذ منهم حتى تاريخنا ومروياتنا.

https://alyoum8th.net/News.php?id=839

  1. هشام أبو جراح العتيبي قال:

    بارك الله فيك أخي الحبيب دكتور محمد، معلومات جد قيمة لم أفكر بها من قبل. و لكن ماذا عن المعلومة التي تتحدث عن سنوات التيه التي مر بها اليهود و قيل ايضاً ان ذلك الجيل لم يدخل فلسطين و تاع في صحراء سيناء ٤٠ عاماً، و من الشائع أيضاً ان سيدنا موسى لم يدخل أرض فلسطين أو القدس !!! ما تعليقك دكتورنا العزيز

  2. د. محمد الخطيب قال:

    حياك الله اخي الدكتور هشام ؛ سؤالك في محله وهو سؤال ذكي من شخص مطلع ؛
    حقيقة الأمر أن التيه قد حصل ولكن هذا التيه ذكره القرآن: “يتيهون في الارض” وليس في أرض سيناء بالذات ؛ بل ان ارض سيناء صحراء قاحلة لا يطلق عليها اسم الطور ؛
    فعندما ابى بنو إسرائيل الدخول مع نبي الله موسى إلى الأرض المقدسة عاقبهم الله بالحرمان من دخولها أربعين سنة يتيهون في الأرض المحيطة بها ؛ وهذا من عجيب القدر ؛ فبالرغم من كونهم ليسوا بعيدين عنها الا انهم لم يهتدوا إليها وتاهوا فيما حولها من الأراضي جزاء وفاقا؛ بالذات جنوبا في الأرض الصحراوية او ما نسميه اليوم صحراء النقب ؛ وأما عن كون نبي الله موسى لم يدخل القدس فهذه حقيقة ؛ فهو لم يدخل سور مدينة القدس لأنهم ابوا الدخول معه خوفا من أهلها الجبارين؛ اما انه لم يدخل فلسطين بحدودها التاريخية المعروفة الان فهذا لم يقل به احد ولا دليل عليه ؛ بل لا يمكن تصوره لان حدود فلسطين السياسية الحالية لم تكن معروفة في ذلك الوقت .

اترك تعليقاً