الأطماع الإسرائيلية في البلاد العربية
الدكتور ريّان ذنون العباسي
مدرس / رئيس قسم الدراسات السياسية والإستراتيجية
مركز الدراسات الإقليمية / جامعة الموصل
أشارت الكثير من الدراسات والبحوث العربية والأجنبية إلى وجود أطماع إسرائيلية بأراضي عدد من الدول العربية كالأردن ومصر، لكننا سنحاول أن نسلطّ الضوء على هذه الأطماع بأراضي سوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية،. وسوف نلاحظ من خلال سياق الكلام أن حلم الحركة الصهيونية ركز منذ البداية على نهر الفرات لجعله ضمن حدود هذه الدولة. وفيما يأتي استعراض لهذه الأطماع.
أولاً- سوريا
اتجهت النية لدى عدد من القادة الصهاينة إلى السعي نحو حكم أقاليم عربية شاسعة ومن بينها سوريا، فقد أشار كل من هرتزل وبودنهايمر في عام 1900 إلى إمكانية العمل على جعل سوريا جنباً إلى جنب مع فلسطين مركزاً استيطانياً لليهود المهاجرين ، وهو ما سبق أن أشار إليه بودنهايمر أيضاً في كراسه الذي أصدره عام 1891 بعنوان ( أين نذهب باليهود الروس؟) ، نوه فيه إلى إمكانية توطين هؤلاء اليهود في الأراضي السورية .
وبعد وقوع سوريا تحت الانتداب الفرنسي،عرض مندوبها السامي هنري دي جوفنيل (Henry de Jovenel) على حاييم وايزمن زعيم المنظمة الصهيونية لدى قيامه بزيارة إلى فلسطين، قيام اليهود بالسفر إلى منطقة الجزيرة في سوريا-محافظة الفرات حالياً- والتي تعد من أخصب أراضي البلاد لكي يعملوا على زراعة أراضيها واستغلال مياهها، لكن وايزمن أجابه بان اليهود قانعون في الوقت الراهن بأراضي فلسطين ومياه نهر الأردن .
إن الأطماع الصهيونية بأراضي سوريا لم تتوقف أبداً، فعلى الرغم من أن القادة الصهاينة كانوا ينفون على الدوام وجود أية أطماع توسعية لهم بأراضيها فان هذه الأطماع ازدادت بعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، ثم حدوث الانفصال عام 1961 لتتجسد وتتبلور بصورة واضحة في عدوان حزيران 1967، عندما احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية التي تكمن أهميتها الإستراتيجية بكونها مصدراً مائياً مهماً لتزويد هذا الكيان بمتطلبات الحياة الضرورية. ولا زالت هذه الأطماع مستمرة حتى اليوم على اعتبار أن سوريا تقع ضمن الدائرة الوسطى التي صنفها تريتش والتي تمثل جزءاً من دولة (إسرائيل الكبرى).
ثانياً- العراق
عندما سال مستشار الإمبراطور الألماني فون هنلوهه (Von Hohenlohe) هرتزل في عام 1898 عن حدود المنطقة التي يريد اليهود الحصول عليها،وهل أنها تتجه شمالاً باتجاه بيروت أم أنها تتجاوز أكثر من ذلك، أجابه هرتزل بقوله: (( سوف نطالب بما نحتاج إليه-كلما ازداد عدد المهاجرين، ازدادت حاجتنا للأرض)). وعندما سافر هرتزل إلى اسطنبول لكي يقابل السلطان عبد الحميد الثاني وبصحبته صديقه بودنهايمر في 15 تشرين الأول 1898، كتب هرتزل في يومياته :(( المساحة من نهر مصر إلى الفرات. لا بد من فترة انتقالية لتثبيت مؤسساتنا يكون فيها الحكم يهودياً…وما إن تصل نسبة السكان من اليهود إلى الثلثين ، حتى تفرض الإرادة اليهودية نفسها سياسياً)).
وفي هذه الزيارة طلب هرتزل من السلطان العثماني الإقليم الممتد من نهر الفرات إلى الحدود المصرية، وذلك من اجل إقامة مستعمرات صهيونية على هذه الأرض ، لكن السلطان العثماني رفض ذلك مما دفع بهرتزل إلى أن يدعي في أثناء اجتماعه مع اللورد روتشيلد في لندن بان السلطان عبد الحميد الثاني قد عرض عليه العراق إلا انه رفض ذلك! بعدها كشف هرتزل في رسالةٍ له بعث بها إلى روتشيلد في 12 تموز 1902 عن مشروعه السري الذي يمكن تنفيذه مع مشروع استعمار فلسطين في أنٍ واحد أو بشكل مستقلٍ عنه والهادف إلى استعمار العراق، لكنه فضلّ على الرغم من ذلك المشروع الأول بسبب عدم وضوح الرؤية الكاملة بخصوص مستقبل العراق السياسي .
شهدت السنوات الأخيرة من حياة هرتزل نشاطاً ملحوظاً لإيجاد موطئ قدم يسمح لليهود بإقامة مستوطنات لهم على ارض العراق، لذا سارع إلى إرسال رسالة إلى الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) العثماني عزت باشا العابد في 4 حزيران 1903، يذكره فيها بالمقترحات التي بعث بها إليه بتاريخ 6 شباط 1903 حول منح المنظمة الصهيونية ، وعوداً يسمح لها بموجبها بإيجاد مستعمرات يهودية في أراضي العراق، مذكراً إياه في نفس الوقت بالمقترحات التي قدمتها المنظمة الصهيونية بخصوص منح الحكومة التركية قروضاً مالية .
استمرت الأطماع الصهيونية بأراضي العراق حتى بعد قيام الدولة العراقية عام 1921 وما بعدها، ففي أثناء زيارة الملك فيصل الأول للندن في أيلول 1931، عرضت عليه الحكومة البريطانية اقتراحاً يقضي بتوطين حوالي (100) ألف يهودي في حوض دجلة الأسفل في المنطقة الواقعة ما بين العزيزية والكوت،مقابل إعطاء الحكومة العراقية بعض المساعدات المالية ومن بينها قرض مالي كبير . وعندما حل عام 1948 ، وبدأ اليهود بالهجرة من العراق إلى فلسطين لم يستطع هؤلاء من إخفاء تلك المشاعر والأحلام الطموحة في العودة إلى هذه البلاد مرة ثانية، فأكد عدد منهم بشكل علني أن هؤلاء اليهود الذين تركوا ديارهم سوف يتمكنون من العودة إليها مرة ثانية من اجل استعادة أملاكهم التي فقدوها .
ثالثاً- شبه جزيرة العرب
كانت شبه جزيرة العرب محط أطماع اليهود قبل وبعد ظهور الحركة الصهيونية، فقد أراد اليهود جعلها مركزاً استيطانياً لهم انطلاقاً من ادعاء بعض المفكرين الصهاينة المتعصبين بكون شبه الجزيرة العربية كانت في الماضي الوطن ألام لليهود، وان أصلهم قد جاء منها لذا فانه يتحتم عليهم السعي إلى السيطرة على الحجاز والمدينة المنورة وما يحيط بها من مناطق وضمها إلى دولتهم، وذلك على اعتبار أن يهود بني النظير وقينقاع وخيبر يمثلون سكان المنطقة الأصليين، أي بمعنى أخر أنها تمثل وطنهم ألام، لكن هؤلاء اليهود الصهاينة خالفوا في إدعاءاتهم هذه ما جاءت به توراتهم، ونقضوا الحقيقة التي يعرفها العالم كله بان اليهود نزحوا من مصر وهاجروا إلى عدة مناطق كان من بينها شبه الجزيرة العربية، حيث انتشروا في خيبر وقينقاع وعملوا بالزراعة والتجارة، ثم جاء الإسلام وسمح لهم بالعيش إلى جانبهم واعتبرهم من أهل الذمة وشرط عليهم عدم تعرضهم للدين أو القيام بعمل عدائي ضد المسلمين. وتذكر المصادر الوثائقية أن الخليج العربي بإماراته المتفككة كاد أن يصبح برمته أرضاً يهودية قبيل صدور وعد بلفور عام 1917، وان دولة إسرائيل اقترح تأسيسها إما على ارض الكويت أو البحرين أو الإحساء ، وذلك قبل اختيار فلسطين مكاناً أخيراً لقيامها.
ظهرت أولى محاولات اليهود لإقامة مستعمرات بشرية لهم في شمال الجزيرة العربية وبالتحديد في منطقة مدين، حينما وضع الممول اليهودي الألماني فريدمان (Fredman) عام 1891 خطةً للاستيطان فيها ، حيث تمكن من تجنيد حوالي (50) جندياً ينتمون جميعهم إلى منظمة يهودية تعرف بجمعية محبي صهيون(هوفيفي زيون Hovev Zion) ،على رأسهم ملازم بروسي يدعى لوثر فون سيباخ، ثم قام فريدمان بعد ذلك بشراء مركبٍ اسماه (إسرائيل) ليبحر به إلى ارض الميعاد -مدين- لكنه حينما وصل مع مجموعته إليها فوجئ الجميع بوجود عراقيل وصعوبات كثيرة مما اضطره في النهاية إلى صرف النظر عن فكرته والعودة بأدراجه بخفي حنين.
أما المشروع الصهيوني الثاني فقد كرس لغرض استعمار البحرين، ففي أيلول 1983 كشفت مجلة بحرينية تدعى (صدى الأسبوع) في عددها المرقم (628) التفاصيل الدقيقة لهذا المشروع الذي أعده الطبيب اليهودي الروسي م.ل. روتشتين (M.L. Rotsheins) عندما قام بتقديم اقتراحٍ إلى السفير البريطاني في باريس فرانسيس بيرتي (F.Bertie) في 12 أيلول 1917 أي قبل صدور وعد بلفور المشئوم بشهرين، يقضي بان تقوم دول الوفاق (بريطانيا، فرنسا، روسيا) بإعداد وتنظيم جيش يهودي يبلغ تعداده (120) ألف جندي يوضع تحت القيادة البريطانية لكي يرسل إلى البحرين ويقوم بالسيطرة على منطقة الإحساء الواقعة تحت حكم أل سعود، ثم يتبعه بعد ذلك الإعلان عن تأسيس الدولة اليهودية إما في الكويت أو البحرين أو الإحساء! بعدها تقوم دول الوفاق بإعلان اعترافها الرسمي بقيام هذه الدولة على سواحل الخليج العربي ثم تبادر إلى إرسال فرق عسكرية مدربة إليه لمساعدتها في الحرب على قوات أل سعود، بحيث تسارع هذه الفرق إلى الدخول في الحرب والاشتراك في المعركة مباشرة مع قوات أل سعود . تجدر الإشارة أخيراً إلى أن هنالك وثيقة تاريخية صادرة عن وزارة الخارجية البريطانية برقم (F.O. 371/3053/ w.44/82421/84173.)، تثبت من دون شك وجود هذا المشروع الصهيوني الذي اقترحه الطبيب اليهودي الروسي روتشتين عام 1917 لإقامة دولة يهودية على ارض الإحساء والبحرين.
إن مساعي الصهيونية العالمية لإيجاد موطئ قدم لها في الحجاز والجزيرة العربية، قد عبرّ عنها الملك عبد العزيز بن سعود ملك المملكة العربية السعودية (توفي 1953)، حين أسرّ في حديث له مع أحد الدبلوماسيين البريطانيين المتقاعدين في تشرين الأول 1937 ما نصه:(( إن اليهود لا يعتبرون أن السيطرة على كامل فلسطين هدفهم النهائي، بل أنهم يحلمون بأرض الجنوب حتى المدينة المنورة، أما الشرق فان لديهم أملاً وطموحاً بالتوسع فيه نحو الخليج العربي))،ولما سئل الملك عبد العزيز لماذا المدينة المنورة بالذات؟ أجاب:((لان المدينة المنورة كان فيها تواجد يهودي أيام النبي محمد “صلى الله عليه وسلم)). وعلى هذا الأساس ، افترض الملك عبد العزيز قيام اليهود بمحاولة استعادتها مرة أخرى لكونها كانت مركزاً لهم في الماضي.
وفي أثناء انعقاد اجتماعٍ بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي روزفلت في (البحيرة المرة الكبرى) في مصر في 14 شباط 1945، طلب الأخير من الملك السعودي أن يسمح لليهود القيام بالهجرة نحو الحجاز لكن العاهل السعودي أبدى معارضةً شديدةً ولم يرغب في مناقشة هذا الموضوع بالمرة .
ويظهر أن الأطماع الصهيونية في الاستحواذ على منابع البترول أيضاً كانت عاملاً مكملاً للسيطرة على الأراضي المقدسة للمسلمين في الحجاز والجزيرة العربية، فقد نشرت صحيفة (حيروت) الصهيونية في أب 1957 مضامين الأسس التي يرتكز عليها (الحلف السري غير المكتوب) بين فرنسا وإسرائيل، الذي تبلورت أسسه في الزيارة التي قام بها وفد فرنسي برئاسة جاك سوستيل (Jack Soustel) إلى إسرائيل حيث صرح :(( إن الحلف بين فرنسا وإسرائيل لا يقوم على مجرد الرد المتبادل، وإنما ينبع من مقتضيات الوضع القائم في الشرق الأوسط ويقوم على حاجات فرنسا وإسرائيل)).
وأضاف سوستيل أن قضايا الشرق الأوسط تتلخص اليوم بثلاث نقاط أساسية أهمها حقول النفط الغزيرة الواقعة في شبه الجزيرة العربية. وبعد هذه التصريحات سارعت الصحف الصهيونية إلى توجيه دعوة لجميع اليهود الصهاينة، للعمل بشكلٍ سريع وعاجل لأعمار صحراء النقب بغية تحويلها إلى قاعدة عسكرية تنطلق منها القوات الصهيونية باتجاه الجزيرة العربية .
وبعد انتهاء عدوان 1967 بدأت أطماع وأحلام القادة الصهاينة تظهر وتتزايد بشكل ملحوظ تجاه أراضي البلدان العربية المجاورة للكيان الصهيوني، ففي مقال نشر في صحيفة (التايمز) اللندنية للصحفي الصهيوني بن هنخت حول إنشاء دولة إسرائيل،ذكر هذا المتعصب:((عندما تصبح لنا معشر اليهود السيطرة الكاملة على العقبة وخليجها، فإننا سوف نستطيع مهاجمة الحجاز وتدمير الأماكن المقدسة الخرافية في مكة والمدينة)). ويتبين لنا من هذا التصريح الخطير مدى الحقد الدفين الذي يكنّه هؤلاء اليهود ضد الإسلام ورموزه الدينية المقدسة وسعيهم الدوؤب للقضاء عليها.
وبعد وقوع مدينة القدس الشرقية تحت الاحتلال الصهيوني،وقيام اليهود بالاعتداء على موقع البراق الشريف وتدنيسهم لساحة المسجد الأقصى المبارك، قام الصهاينة في 6 حزيران 1967 بتنظيم احتفالٍ كبير قرب المسجد الأقصى المبارك حضره عدد من الشبان اليهود، ألقى خلاله بن غوريون كلمة حماسية جاء فيها:(( لقد استولينا على القدس واستعدناها ونحن اليوم في طريقنا إلى يثرب)) .
وعندما قامت رئيسة وزراء العدو الصهيوني كولدا مائيرGolda Meir)) بزيارة إلى ميناء (ايلات) بعد عام 1967 تطلعت نحو الجنوب ثم قالت:(( إنني أشم رائحة أجدادي بالحجاز وهي وطننا الذي علينا أن نستعيده)).
من خلال ما تقدم، نستطيع القول أن هذا الحلم التوسعي الذي سعت المنظمة الصهيونية العالمية إلى تحقيقه قد تم برمجته عبر سنوات طويلة من التخطيط والعمل الدؤوب، تمثل ذلك أولاً بالحل السلمي أو الدبلوماسي الذي كان يهدف إلى عقد المفاوضات والتسويات السياسية بين العرب والصهاينة،أسفرت هذه المحاولات في النهاية عن إقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع سياسي بين اسرائيل وبعض الدول العربية مثل مصر والأردن هذا من جانب، من جانب أخر لعبت القوة العسكرية لاسرائيل دوراً كبيراً في تحقيق بعض ما خطط له من أهداف، وتمثل ذلك بسلسلة من الحروب التوسعية استهلت في البداية بحرب عام 1948 كخطوة عملية أولى نحو ترسيخ أسس الدولة الفتية الصغرى وأركانها على أرض فلسطين، ثم أعقبها بعد فترة قيام حرب عام 1956 ضد مصر وفيها حاولت اسرائيل أن يسيطر على شبه جزيرة سيناء أملاً في الوصول إلى منابع نهر النيل، واستمر في نهجه هذا حتى قيام حرب عام 1967 عندما تمكن من تدمير وحدات مشروع استثمار مياه نهر الأردن واحتلال هضبة الجولان السورية الغنية بموارد المياه الجوفية، ثم أعقبها أيضاً قيام حرب عام 1973 وفيها استطاعت الدول العربية المشتركة في هذه الحرب من إيقاف الزحف التوسعي الاسرائيلي بعض الشيء وبصورة مؤقتة، الإ أن الاسرائيليين استمروا في رسم الخطط العدوانية الرامية إلى الاستحواذ على مصادر المياه العربية وقد تحقق لهم ذلك فعلاً في عام 1982 عندما تمكنت اسرائيل من احتلال جنوب لبنان والسيطرة على نهر الليطاني عبر عملية عسكرية أطلقوا عليها اسم عملية الليطاني. ومع ذلك فان القادة الاسرائيليين وعلى رأسهم بن غوريون وجدوا في النهاية أن القوة العسكرية سوف لن تحقق لهم إلا الشيء القليل لذا اتجهوا نحو حلٍ أخر يهدف إلى تقوية العلاقات السياسية والعسكرية مع بعض دول الجوار المحيطة بالبلدان العربية مثل إثيوبيا وإيران وتركيا، فكانت الأخيرة إحدى الأذرع التي ساهمت مساهمة فعالة في تطويق وتضييق الخناق على العراق وسوريا على الرغم من كونها تمثل في نفس الوقت جزءاً مهماً من ارض (إسرائيل الكبرى) حسب التصورّ الاسرائيلي، وعلى هذا الأساس اتجه الاسرائيليون إلى تقوية علاقاتهم مع هذه الدول بأن عقدوا معها سلسلة من الأحلاف العسكرية المشبوهة القائمة على أساس التحالف الاستراتيجي المشترك، واستغلال بعض أوراق الضغط التركية ضد كل من العراق وسوريا يأتي في مقدمتها مسألة اقتسام مياه الفرات ودجلة بين الدول المتشاطئة، وتشكلّ المياه بنداً مهماً من بنود هذا التحالف الذي أخذ يتبلور مع نهاية عقد الثمانينات ومنتصف التسعينات حينما بدأ الكيان الصهيوني يروج لعدة مشاريع مائية، تهدف إلى خدمة أمنه المائي أولاً مبرمجاً هذه المشاريع ضمن إطار ما يسمى بمشروع ( الشرق الأوسطية)، وكان من أبرزها:
1- مشروع نقل مياه النيل إلى الشرق أي إلى إسرائيل وسيناء.
2- مشروع إسرائيلي-أردني مشترك لاستثمار نهر الأردن.
3- مشروع التعاون الكامل بين الأردن وإسرائيل لاقتسام المياه الجوفية.
4- مشروع نهر الأردن بين لبنان وإسرائيل والأردن.
5- مشروع اقتسام مياه نهر الفرات بين تركيا وسوريا والعراق.
6- استيراد المياه من تركيا.
7- مشروع أنبوب السلام التركي: ويعتبر من أهم هذه المشاريع وأخطرها على الإطلاق، إذ يهدف إلى تزويد أقطار سوريا ،الأردن، دول الخليج العربي قاطبةً. فضلاً عن اسرائيل بمياه نهري سيحان وجيحان في تركيا، بيد انه إذا ما تمعّنا النظر بتفاصيل هذا المشروع نجد في النهاية أن هذه الدول التي سيعتمد كيانها السياسي والاقتصادي على المياه التركية هي ذات الدول التي تكونّ ما يعرف بأرض (إسرائيل الكبرى).
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2009/11/18/180192.html