فيي عيدُكِ يا أمي
بقلم الأسير المناضل أسامة الأشقر
في عيدُكِ يا أمي!!! يمر علينا عيد الأم الثامن عشر ونحن ننتظر الاحتفال بأمهاتنا، ففي كل عام نشاهد على شاشات التلفزة ونستمع للبرامج الإذاعية لمعايدات الأبناء لأمهاتهم ونحن نشعر بداخلنا بشعور لا نستطيع تفسيره أو ترجمته، فمشاعرنا متداخلة مختلطة لا نعرف كيف نصفها. فالواقع يقول إننا بعيدون وأنني لا أستطيع رؤيتكِ أو تقبيل يديكِ أو حتى الجلوس في حضنكِ وعند قدميكِ. وفي الوقت ذاته الذي أشعر بكِ في داخلي وأحس يديكِ الطاهرتين تمسحان شعري وتحتضنني، أشعر بكلماتك الآن تصرخين علي: أسامة لا تلعب أسامة ادرس أسامة لا تذهب للعب كرة القدم أسامة أدرس… هذه كلماتكِ لي في الصغر وحينما كبرت واشتد عودي وأصبحتُ مطارداً للاحتلال، وفي يوم الاجتياح الكبير كانت يداكِ تمسك بي وتهزني وأنتِ تبكين وتقولين لي لماذا أنتَ هنا ولماذا تحمل هذا السلاح وعيناكِ تفيضان دماً من خوفكِ على ابنك.
أمي صوتُكِ يتردد في أذني وأشعر بكِ وبوجدكِ معي رغماً عن القيود وصانعها ورغماً عن السجان وحقده، أمي سأحتفل الآن وحدي بعيدك الغالي وأعدك أنه سيأتي اليوم الذي نحتفل فيه سوياً، وسأضمك بين ذراعي وأقبّل قدميك. نعم فهذه الظلمة لن تدوم يا أمي الحبيبة وستنتهي قريباً وسنكون سوياً مع من نحب.
في عيدُكِ الذي تفتقدين فيه لأعز الأبناء إيهاب وأسامة، أقول لكِ أنكِ أعظم إنسان وجد في هذا الكون، وأنكِ الشمعة التي تنير لأسامة ظلام سجنه.
في عيدُكِ يا أمي الحبيبة لم تسعفني كلماتي للحديث عنكِ وعن حبي لكِ ولكل شيء فيك، غضبك قبل رضاك ومحبتك قبل كرهك، فأنا لم أتمكن من معرفة أمي في أيام شبابي القصيرة لأن الفراق قد طال ونحن ما زلنا ننتظر ذلك اليوم الذي نجتمع فيه مع أمهاتنا.
في عيدُكِ يا أمي لا أريدك أن تشعري ببعدي عنكِ، فأنا معكِ في كل لحظة ومع كل خفقة قلب، ومع كل نفس تتنفسين، أنا جزء منكِ وأنفاسك تجري في عروقي، أنا ابنك الذي ليس فقط يحبك بل يحب لأجلك أمهات العالم أجمع، فلا شيء في الدنيا يعادل حب الأم لابنها ولا شيء في هذه الدنيا يسعد الأم سوى ابنها ولا شيء يستطيع إدخال الفرحة لقلب الأم سوى سعادة فلذة كبدها.
أمي أنتِ حبي الباقي حتى الممات، وأنتِ شوقي الأكيد لكل ما هو جميل في هذا الكون.
ابنك المشتاق
أسامة.