سردية الذئب
شعر: جميل أبو صبيح
لست ذئبا ابن غابة
ولا ابن صحراء
أنا ذئب الورد
والضباب
والأشجار الباسقة
أمشي تحت أغصانها
لا أتسلق الأغصان
النمر يستطيع
ولست نمرا
ولا أتلون بلون الأغصان
الحرباء تستطيع
ولست حرباء
أنا ذئب الورد
وممرات الجبال الثلجية
أتأملها لأني متصوف
الثلج يغطي الجبال
الغيوم تغطي الثلج
أسير على الغيم
لا أجرح غيمة
أنا ذئب الورد
خفيف الخطى
ألبس ثوب الضباب
وامشي مع قطيع الظباء
أغني لها نشيد البراري
وأغاني السهول
لا أعوي في الليل
ولا أعرف العواء
أعد الفصول التي تمر
تجر أقمارها ونجومها المطفأة
أوقد النجوم وأشعل موسيقاها
ثم ألقي عليها السلام
خاصة في الربيع
أحتفي بطيورها الملونة
وأعدو نحو جداول الماء
نحو الغابات في خريفها الداكن
أيائلها تلعب بالريح
قرونها أغصان الورد
وخيولها وحشية
أرقص في الريح مع الحوريات
وأشعل ناي الريح
وأطير مع طيور الثلج
ما أنا نحلة
ولا طائر بوم أبيض
أنا طائر الورد
تلونني أزهار الكرز
وأختفي في شعاع الشمس
أنا ابن الشمس
ذئب الجبال الوردية
صديق أسراب الغزلان
أجنحتي مضيئة
وجسدي شفاف
أتنقل بين أشجار البلور
يا للدهشة
شلالات الضوء
وفضاء النور
أنا ابن الشمس
أنا ابن الشمس