الشعر ليس قضية مشتقلة
أنور الخطيب
الشاعر بوصفه مثقفا تغطى اهتماماته مفاصل الحياة كلها، ليبني موقفه الحتمي الذي من دونه يصطف في طابور المتعلمين أو الاختصاصيين الذي لا يفيدون سوى شريحة قليلة من المجتمع تختص بجزء بسيط من الحياة، ولا نريد للشعر أن يكون مسجوناً أو معتقلا في دائرة ضئيلة، ويستمر الشعراء ومن بعدهم النقاد أو الشعراء النقاد في التنظير أو تكرار التنظير بشأن ما هية الشعر وشكله، فلا تعريف للشعر إلا الشعر، مهما كان شكله وبنيته. نريد للشعر أن يكون جزءًا من كل قضية حياتية، وهذا معيار نجاح الشعراء وتحديهم الأكبر، إذ كلما اتسعت رقعة الشعر كلما ضاق الجهل وتراجعت الأمراض النفسية وربما العضوية، واتسعت الإنسانية وشمخت هامة الحب وازدادت تألقاً وبهجة، والفشل الأكبر للشعراء يكون حين يحبسون الشعر في نخبة تجتمع في صالون أو منتدى أو مقهى، ويقرؤون ذواتهم لذواتهم.
ما أجمل أن نرى الشعر في كل زاوية من زوايا الحياة، كل الحياة ومن دون تخصيص أو تفضيل، وأن يكون جزءًا من كل قضية، بمعنى أن يفكر العالم والسياسي والتقني بطريقة شعرية ولو بنسبة ضئيلة.