على غفلة من صداعي القديم
شعر: أحمد خالد
على غفلةٍ من صداعي القديمِ
ما خلّفتهُ الجنازاتُ طولَ ثلاثينَ عاماً
و ما خلّفتهُ الأغاني التي انكسرتْ من شظايا تحاولُ قتلي
ما قدّمتْهُ السّماءُ من الغيمِ بَغْيةَ إرضاء روحي
لكي نتمشّى معاً يومَ موتي اللطيفِ
ما أدركتْهُ التّجارُبُ أنّي عديمُ الظّلالِ على هذهِ الأرضِ
لا مِتْرَ لي
“فانسحِبْ مثلَ فأرٍ تسلّلَ نحو الفراغِ”
أنّي عديمُ الصّدى إبنُ عمِّ السّكوتِ
“فلا تُتعِبِ الوتَرَ المتبقّي وحيداً
لكي لا تفاجئُكَ الأمُّ أنّكما إخوةٌ في الرضاعَةْ”
ما خلّفتْهُ النّساءُ الجميلاتِ من أثرٍ طاعنٍ في الشّغافِ
من أثرٍ فاشلٍ في انعكاسي أمامَ المرايا
و ليس انكساري
يحاولنَ كُنّ
لكنّ قلبي عديمُ المناعَةْ
ما حاولتْهُ القصيدةُ يوم أزحتُ الوجودَ تعرّيتُ مني
و أشعلتُ سيجارتي
حاولتُ ردمَ الفراغِ برملِ الخيالِ
فهبّتْ رياحُ الحقيقةْ
من ثمّ عدتُ إليّ أعدتُ الوجودَ
فتُهتُ كجبّةِ شيخٍ أرادَ النّهوضَ أضاعَ طريقةْ
وما حاولتْهُ القصيدةُ يوماً
بتوريطِ كفّي مشارِكةً طائراتِ العدوِّ
بتدخينِ أنفاسِ طفلةِ
حينَ ظننتُ بأنّي سأطفؤها في الكتابةْ
و ما حاولتهُ الحياةُ محاولةً فاشلةً
بانتصاري على الحبّ
أو في انهزامي أمامَ النساءِ
لأنفضَ عنّي الكآبةْ
ما حاولتهُ الحياةُ لأحيا حياةً طبيعيةً
لا أفكّرُ باللهِ مثل أبي لا يفكّرُ باللهِ
قد رأى الله فينا
و أن لا أفكّرَ بالضوءِ مثل أبي لا يفكّرُ بالضوءِ
بل قد رأى الضوءَ في ولدي
لا أفكّرَ بالذاتِ مثلَ أبي لا يفكّرُ بالذاتِ
قد رأى ذاتَهُ في الأُبوّةِ وهْوَ اليتيمُ
أن لا أفكّرَ في أيّ شيءٍ سوى أن أكونَ أبي
النتيجةُ أن لا تفكّرَ يعني انتصارُكَ ضدَّ الحياةِ
يعني انهزامُكَ ضدّ المرايا
و أن تتفكّرَ يعني انهزامَكَ ضدّ الحياةِ
و يعني الفراغ
على غفلةٍ من صداعي القديمِ
و من كلّ هذا الضّجيجِ
تسلّلتِ نحوي
أنا الرجلُ المنتهي
لا طريقَ لهُ كي تفكّرَ أنثى التسلّلَ نحوي
لذلكَ كنتُ مطيعاً لأوّلِ أغنيةٍ تستطيعُ الغناءَ بمسرحِ رأسي
أنا الرجلُ المختفي عن خريطةِ هذا الوجودِ
فكيفَ وجدتِ الظلالَ
رقصتِ معي
و انعكستِ بكأسي