المثقف المستقل وخطورة انتقال البندقية من كتف إلى آخر.. بقلم أنور الخطيب

المثقف المستقل وخطورة انتقال البندقية من كتف إلى آخر.. بقلم أنور الخطيب

المثقف المستقل وخطورة انتقال البندقية من كتف إلى آخر

أنور الخطيب

حين نتحدث عن أهمية استقلالية المثقف عن السلطة والأحزاب، فإننا ننجّيه من الانفعال، ونحميه من احتمال نقل البندقية من كتف إلى آخر، وهذا الانتقال مشروع شريطة ألا يكون انتقاميا، بحيث يكون الكتف الآخر نقيض الأول ولا يلتقي معه على الحد الأدنى من السياسات الوطنية.

قد يبرر المثقف هذا الانتقال بأنه أدبي بحت، والأدب لا علاقة له بالسياسة، وهذا التبرير الانفعالي قد يصيب المثقف في مقتل، إذ في هذه الحالة، قد ينقل البندقية من كتف الوطنية إلى الكتف العدو. وهذا يفضح المثقف ويظهره بأنه لم يكن يعلّق البندقية في الأساس عن قناعة، وإنما لتحقيق أهداف أخرى أدبية أو معيشية وغيرها، بمعنى أنه انتهازي استغلالي نفعي.

الانتفاضة اللبنانية شهدت عددا قليلا من الشعراء الذي انفصلوا أو فُصلوا عن أحزابهم، وكانت النتيجة الارتماء في أحضان جهات تكن العداء لأحزابهم، وهذه الجهات كانت تنتظر الفرصة لتغتنمها، ونجحت في ذلك، واستقطبت شعراء وشاعرات.

ليس بالضرورة أن يكون المثقف أو المبدع محسوبا على أحد، هو محسوب على إبداعه وثقافته مهما كلفه هذا الأمر، وعليه ألا يبيع نفسه عند أول مهرجان أو استضافة مدفوعة، وهدايا عينية ومادية.

اترك تعليقاً