نفت وزارة الدفاع الأمريكي أمس إرسال المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط وقال مسؤول في الوزارة إن البنتاغون حريص على ألا يقع أي سوء حسابات مع إيران. السعودية بدورها صرحت على لسان الوزير عادل الجبير أن السعودية لا ترغب بالحرب، وإيران قالت أيضا إنها لا ترغب بالحرب. الجميع لا يريد الدخول في حرب، لكن أياديهم على الزناد.
تقول نظرية المؤامرة، إذا أوقف العدو تهديدها وادعى جنوحه للسلم، ثق تماما أنه يجهز لحرب.
جميع الأطراف يجهزون للحرب، وأياديهم على الزناد، والتوتر سيد الموقف، إن زادت نسبته تنطلق الشرارة من أي طرف وتندلع الحرب.
هذا الاحتقان العسكري والسياسي والاقتصادي لن يؤدي إلا إلى الحرب.
هذه النوايا التدميرية عند جميع الأطراف لن تؤدي إلا إلى الحرب.
هذه التخمة في العداء لن تؤدي إلا إلى الحرب.
الحرب قادمة لا محالة، لكن الولايات المتحدة لن تكون شريكا، هي تشعلها بطريقتها وتبد ببيع السلاح لجميع الأطراف، بمن فيهم إيران.
الحرب قادمة، لكن (إسرائيل) لن تكون شريكا مباشرا، سيكون دورها بعد تدمير الجميع بعضهم بعضا لتعيد أوراق اللعبة من جديد، وتقضي على القضية الفلسطينية بضربة قاضية وساحقة.
ستندلع الحرب، لكن ستكون حبلى بالمفاجآت ليس من الحدود اللبنانية ولا قطاع غزة ولا سوريا ولا العراق، رغم الترجيحات العالية بمشاركة هذه الجبهات بطريقة أو بأخرى، ولكن من يدري، قد تكون الحرب في أوجها ويجتمع الأمريكيون والإيرانيون ويتفاوضون على اتفاق نووي جديد. أو قد تحدث المفاوضات قبل اشتعال الحرب، ويكون رد فعل السعودية شبيها بما فعلته حين فاجأت العالم بهجومها المباغت على اليمن. وتتحول الولايات المتحدة إلى وسيط بعد أن تكون قد باعت أسلحة بمئات المليارات، واشترت النفط كله لعشرات السنين.
الحرب قادمة لا محالة إذا ظلت الأصابع على الزناد. وإذا رفعوها ستتأجل الحرب فقط، لكنها قادمة، لأن لعاب الرئيس ترامب يسيل بغزارة..
أنور الخطيب