مقاربة
شعر أحمد خالد
وهناكَ
حيثُ العابرونَ أمامَ نافذةٍ
قبالَ شوارعٍ محشوةٍ بالخبزِ
خلفَ رؤىً كواها الجوعُ
أجلسُ مائلاً
لأراقبَ المارّينَ أقرؤهم
فهلْ حقّاً يحبّونَ الحياةْ؟!
إنّي أظنُّ كما يظنُّ الحاسدونَ علاقةً
“لا ليسَ حبّاً”
إنّما قد قالها لي ماسحٌ للأحذيةْ
“لوْ لمْ نُحبْ كنّا سنأكلُ دفتراً للرسمِ
أوْ حُلمَ الصّغارِ.. و أمنيةْ
لوْ لمْ نحبْ كنّا سنأكلُ يا صديقي
كلَّ هذي الأحذيةْ”
قد قالها ولدٌ بعمرِ الشّوكِ
بائعُ عمرِهِ
“لو لمْ أحبْ، ماذا سأفعلُ
كيفَ أنجو من عقابِ أبي
ليعصرَ من نهاري خمرَ سكرتِهِ اللعينةِ
كيف تنجو الوالدةْ؟!
لو لمْ أُحبْ، ثقلاً أكونْ
صفراً، ذبابةَ مائدةْ”
فهناكَ حيثُ النافذةْ
حيثُ الصّراعُ يدورُ ما بينَ الحياةِ الساذجةْ
أخرى أقلِّ سذاجةٍ
وتكونُ آخرُ صهلةٍ للرّيحِ
أوّلُ صهلةٍ للشّعرِ في فوضى رؤايْ
ستكونُ طاولتي الصغيرةُ وحدَها
من تتقنِ البحثَ المُطوّلَ
عن صراعِ الموتِ معْ موتٍ
أقلِّ سذاجةٍ
ا.خالد
طرابلس/مقهى الأندلس
https://www.facebook.com/profile.php?id=100017660838673