بائع الورد.. شعر: فيفيان ريبالدي

بائع الورد.. شعر: فيفيان ريبالدي

بائعُ الورد…

شعر: فيفيان ريبالدي

فيفيان ريبالدي

بائعُ الأعمار هذا…ليس ها هنا…
لماذا البحث عنه بين الأموات ؟؟
فالأموات لا يَقصّون الحكايا..
ولا يتركون خلفهم الروايات….
بائع ليس من هنا…
طائرُ ال نور هذا…
آت من قرى الضباب
حيث الورد دون أعناق
والنور لا يغغو …
شغف حبّه للورد
قاده لإخلاء الذات..
وارتداء حُلّة التراب…
بائع مُتنقل بأسرار الكون…
يرقص على ثغر السُكات
حاملا بأنامل الجوع أعناق الحياة
بأشواكها المُرّة..
على شفاهه طعم غبار المارّة
وثرثرة دون ذكريات…
رغيف صباحه مَحشوّ بالأمس والغد…
وأزاهير قُوته فساتين حمراء
تتزاحم على خاصرة الملكات….
عطر فريد يتأبّط مُخمَل الخدّ …
يخاف من حشرية الأنوف…
يلتصق ببعضه مناجيا
رحمة قلوب الأسياد..
يعرفونه نعم…كما يعرف كلّ ورده
كيف يسقط ولمن يُباع…
يعرفونه نعم… يعرفه كلّ شروق
كلّ دَيجور… حتى وطاويط المساء..
يعرفونه من وقع أقدامه النحيلة
على أطباق الطرقات…
تعرفه كل الأزقة والواجهات…
من عطر يتكسّر دون فُتات…
حتى المرايا … تتّسخ لُتشبهه
فتبتسم لوجه الملاك..
سُبحة صلاته لآلىء ندى..
ورذاذ صاخب الملوحة…
أهَازِيجُ ليله تذاكر رحيل دون عودة..
لا يُتقن لُغة… إلا لغة الورد
في كل اللغات…
كتاباته لا قلم يعرفها …
حتى ولا محبرة احتواء…
فحبر الجمال لا يستعمله الأموات.
حبر ناطق هو….
لا يملك من ال هنا …إلا ال هناك..
لا بيت له.. لا مقعد …حتى ولا غذاء…
لقمته الريح والشمس
واقاصيص الجوع وشحيح القُرُوش ….
ودمعة دون قُبل …
تبحث عن كهف من الإجابات….
ما من طائر نور
يرحل دون عودة…
رحل… آخذا معه ورد المغفرة
وإكليل شوك السماح …
واستغفار منه …ما قيل ولن يُقال..
ويعود…يعود وينبثق من تحت الرماد…
يعود…
ليلتقط أولى قطرات الندم….
علّها….تغسِل عن وجهِ الطفولة…
وصمة العار…

بائعُ ورد…
ما إن رحل…..عاااااد

 

اترك تعليقاً