سيرة أيلول … للشاعر باسل عبدالعال

سيرة أيلول … للشاعر باسل عبدالعال

سِيرةُ أيلول

شعر: باسل عبدالعال

باسل عبد العالي

أَيلولُ
أيقظَ وَهجَهُ المشهورَ في دَمِنا وَنامْ ،
فِي نصفهِ ذِكرى يُعَشِّشُ في زَوايَاها الحَمامْ ،
هُو سِيرةُ الرّيحان حَول شَقائقِ النُّعمانِ
سيرة نَخلةٍ وَقفتْ بِوجهِ الريحِ عَاريةً
وَمِنْ أُولى حُروبِ الرومِ وَالغَزوِ القديمِ
إلى فُنونِ الذبحِ وَالنَّقشِ الجديدِ
عَلى شَواهدِ قَبْرِنا
كَانوا هُنا ،
هُمْ ذَاتُهمْ ،
مِنْ قومِ لُوطٍ في سَدومْ ،
هُمْ أَهلُها كَانوا هُناكَ وَسوف يَخْسِفُهمْ
وَمنْ مَعَهُمْ إلى أَبدِ الظَّلامْ ،
أَيلولُ فِينا كالغُيومِ
فَلا يَتوبُ عن افتراسِ الشَّمسِ
أَيلولُ الذي فيهِ الغَمامْ ،
يَتربّعُ التّاريخُ فيهِ
فلا كَلامَ سِوى الرُّكامْ ،
سِربُ النَّوارسِ مَرَّ فوق رُؤُوسِنا
تِلكَ البِلاد بِلادنا
وَكأنَّ مِنها بَرزخ البَحرين يَلتقيانِ في الأحلامِ
ثُمَّ هُناكَ يَنْفصِلانِ لا ، لا يَبْغيانِ
بِبحرِ مَنفانا
فهَذا الملحُ مِن وَجعٍ
وَهَذا العذبُ مِن مَطرٍ
على أرضِ السَّلامْ ،
قُرب الفجيعةِ والغُروبِ المرِّ
نُبحرُ في سَفينةِ نُوحِنا
الموجُ يَعلو في الزِّحامْ ،
وَالموجُ يَعلو
لا جَبال وَلا تلالَ أمَامنا
يَا نوحُ خُذنا صَوبنا
سَقط الكلامْ ،
وَالحوتُ خَلف الحوتِ في ليلٍ وَراء الليلِ
وَالطُّوفانُ يَصرعُنا
وَمِن سَبإٍ إلى أرضِ الشآمْ ،
وَالقدسُ عَرشٌ مِن حِجارتهِ تَنزُّ الروحُ
نَحنُ هُناكَ أحياءٌ كَما قالَ النَّبيُّ
وَسارَ في دَربِ السَّماءِ إلى الأمامْ.

اترك تعليقاً