خطيئة الجلنار.. شعر أنور الخطيب ….

خطيئة الجلنار.. شعر أنور الخطيب ….

خطيئة الجلّنار

12346067_991636530879866_1180874266_n

أنور الخطيب

أكلّما مددتُ كفيَّ نحو السماءِ لأدخلَ جنةً

داهمتني الشياطينُ ترشدني إلى تفاحةٍ !!؟

هاتِ تفاحةَ الأرضِ من أغصانِكِ الظمآى

سأمضغُها بأحمرِها وأخضرِها وأصفرِها

وبذرتِها  وقشرتِها وأسفلِها وعاليها

وليسِلْ ماؤها على كرمةِ الجمرِ

كي أدخلَ النارَ

ليس في النار من يعيّرُ جلدي بالحريق

أو ينعتني بالغريقِ

كل طريقٍ ستومضُ فيّ البريقِ؛

طريقٌ على خاصريها يعمشِقُ فلُّ

وعنابٌ وجميزٌ ودراقٌ وكمّثرى

وإني عابرٌ نحو بستانِكِ اللانهائي

أفضُّ تشابَكَ الأوراقِ بالشعرِ

أغمزُ فاكهةً فتسقطُ حيرى

عابرٌ عبرَ نَهْنَهَةِ النَّهر

حيث النساءُ يجرِّحن أناملَهنّ

كلهن يشرخْنَ قميصي

عابرٌ عَبْرَ إغواءِ نخلةٍ لأنثى الحبارى

أدلل انسيابَها، فوق سريرِ الفضاءِ السحيقِ

أقْنُصُها بعينيَّ فتسقط فوق وسادةِ قلبي

تنامُ ،

أعبرُ نهراً يسيرُ من تحتِ تاجِها

يتوقُ ماؤُه للطوفانِ

ليعلو ويعلو ويعلو ويُغْرِقُني

ويرمي جنوني على ضفّتيها

فَتُرضِعُ كفّي  من ثدي نحلةٍ

أضمّخها ، فتستوي امرأتي

أدللها فوق سريرِ العذوبةِ

تغفو،

أعبر نهراً من الحليبِ

يموجُ من فوقها، أسخّنه يفور

يطفو يفورُ ويطفو يفور

يَنْقَعُني، ويُلقي لهاثي على رئتيها

فَتَشْهَقُني

أستوي هواها فأدخُلها عَبْرَ  كلِّ المسامات،

ها هي الآن مرجُ نرجسٍ

غابُ جلّنارٍ وقلبُ فراشةٍ

ها هي الآن جنةٌ:

هنا عسلٌ هنا لبنٌ

هنا خَفْقٌ يكاثِرُني

ويَخْفِقُني وتَخْفِقُني وتُطْلِقني

أرفَعُ رايتي البيضاءَ ألبِسُها وتلبِسُني

أطيّرها تطيّرني

ونأكل ما نشاءُ من تفاحِها العسليِّ

أو دراقِها اللبنيِّ

نكتب ما نشاءُ على الجحيمِ على الهواءْ

لا أحدْ، سيقرأ ما سنكتبُ

أو سيمحو ما سنكتبُ

لا أحدْ، يعيّر عريَنا

أو يدثِّر ظلَّنا

هاتي إذن تفاحَكِ العذبَ

أو ما شئتِ من فاكهةِ الدمار

فالليل سيدنا ولا أحدْ،

يطل من نهار النهار

يا خطيئة الجلنار

  1. بقلم مراد ساسي- تونس
    قمة التجلي …وكانك تكتب بريحان الغيب المتعطر في جروح الروح …تداوي غربتك من اصيص الجلنار في زمن نصفه وجهان ..وجه تمرد واهتدى الى فاكهة الدمار ووجها يؤجل عريه في خطيئة حرائق الجلنار …نص مربك به شجن كوتر من حرير اللذة القصوى ..دثار بغلالة اسئلة وجودية وتلك هي ماهية الشعر ولحظة المكاشفة العظيمة لارباب الاحوال الشعراء ..شهقة الوجد في قباب السماء …لحظات هائلة تومئ بالذي ياتي او لا ياتي ..وكانك في ذات اللحظة تتماهى في الحلول في الصورة وفينا ..خفر عجائبي ليتخذ شكلا خارقا …بمثول ذات الشاعر في تغريبة عميقة تشركنا في امره …اي يهدينا من ذاته المتالمة المتاججة تغريبة الانسان مطلقا ذاك هو من عبقرية امور الخطيب ..حيث يمنحك الفرح والوجع قي ذات الآن فيبدو التجلي في القصيد شديد التحنان مرهفا ومرهقا في نبرة نبوية درامية كصلصلة وحي يابى المروق بك لاصحاحه ..كاغنية تبكي زجاج ينكسر على الذات …او ريح تهب على القلب فتهدمه وتمضي بك الى الاقاصي حافة الكون الفضي …ففي قصيد انور الخطيب هو الوالد وانت المولود في اتون القصيد …” فالليل سيدنا” …وانت سيدي سيد الليل والحرف فاكهتك الدافئة من عيون الشمس من وطن ينمو في اثواب احلامنا ..دمت كنهر لا ينضب شديد الجريان ..لان العمر اقصر من جرعة ماء محبتي ايها النبي المشتاق لضحكة الآلهة ..علك تفضح هدير السماء المكتوم

    1. admin قال:

      شكري الجزيل أستاذ مراد على هذا الوصف الإبداعي والتوصيف الأدبي الإنساني الشعري للقصيدة وللشعر/ أسعدتني هذه الكتابة الجادة الراقية التي تنحت في المعنى وتضخ في شرايين الشعر اشعة الحياة/ أكرر شكري واعتزازي بقلمك الساحر..

اترك تعليقاً