هناك استعمار جديد يطرق أبواب المنطقة العربية، هل تسمعونه؟
هناك استعمار جديد باسم محاربة الإرهاب، وباسم محاربة الدكتاتورية، وخلع الأنظمة المستبدة، يتخذ من الإرهاب أداة، يوظفها لتفتيت المنطقة، ويوفر الأمن للكيان الصهيوني على مدى عشرات السنين..
يدعي محاربة التطرف وهو يزرع التطرف، يقسم المنطقة وفقا لمذاهبها وأديانها وأعراقها، أي، يخلق نزاعات مستدامة.
هناك من يدّعي مساندة بعض الأنظمة لكنه يستعمرها ويستبيحها، بذريعة الدفاع عن الأمن القومي، وتوجيه ضربة استباقية للإرهاب.
وهناك من يدعي محاربة الإرهاب، لكنه يساند التنظيمات المتطرفة الهمجية، ليس حبا فيها وإنما لتأجيج الفتنة.
لسنا الضحية، لكننا نتآمر على أنفسنا في استدعاء هذا وذاك، من يدعم الأنظمة ومن يحاول زحزحتها.
صمتنا عشرات السنين كشعوب، وصمتوا عشرات السنين كقادة، والصمت يولد الاسترخاء ثم الهزيمة.
الزمن لا يحل المشاكل، لا يحارب العدو الصهيوني، لا يخلق دولة مستقلة، الزمن سيف، وبما أننا لم نقتله فإنه يشرع في قتلنا.
الشعوب في المنطقة العربية أصبحت أنانية إلى درجة مقيتة، وأصبحت لا مبالية إلى درجة الخيانة، بذريعة الاهتمام بتربية الأولاد وتأمين القوت والتعليم والصحة لهم.
يجب ألا تقول الشعوب أنها أُحبطت من قبل الأنظمة، وإنما استسلمت للأنظمة، للفساد والخيانات والسرقات، وباتت شبيهة بأنظمتها حتى النخاع.
شعوب تهوى ممارسة الاستبداد والتسلط على بعضها بعضا، تهوى (العنترة) والتباهي و(السلبطة) وممارسة التشبيح وإذلال بعضها بعضا، ويحدث هذا في الأصل داخل كل شعب، داخل الشعب الواحد.
النتيجة المنطقية، استعمار قادم لا محالة، وبواسطة القانون، وقرارات المحاكم الفدرالية، سيجمد الأموال، ويصادر الممتلكات، ويمتنع عن بيعنا قطع غيار لطائراتنا، وسيمتنع عن تزويدنا بالأسلحة حتى لو دفعنا المليارات.
ستكون البداية ناعمة، وستخشوشن وستستوحش وتستأذب، تدريجياً..
ليس أمام العرب سوى التحالف والتوحد في مواجهة هذا الاستعمار الذي يطرق الأبواب بشدة، ويتمظهر بألف لون ولون،