دون ماء ..
أنور الخطيب
صاحبة ارتعاش القمح
في حقل الوجع،
اهطلي،
مثل نخلةٍ فوق غريبٍ
أسند ظهر المسافة جذعَكِ
بلّلي،
حصى الروح بالاشتهاء،
إنه يضرب الرمل..
ليكشف سر الدروب
إلى تلالك المشتهاة،
واهبطي بسعفك الحنون،
وكوني حوله سورا من التعاويذ
تصد عنه سارقي موجه،
يهديك من عمقه محارة الخلود،
صاحبة الفتنة واللفتة والمزن
امطري، فوق قافلة العتق،
تحمل العبيد والصعاليك
ما تبقى من حنطة البلاد،
واشهري، بياض حليبك
حانت لحظة الرسم
فوق سواد السواد،
واعذري مفردات شاعر
يئم قطعان شعره
يردد سورة المنافي،
يمزج عشقك بالمسافة لكنه،
يعتلي الآن سرجك صاهلا
باتجاه سمائك
ربما، يقطر نهداك ما يرطب
ما تصحّر من حروف النداء
وناده، إذ تطلين على شرفة النبيذ،
هنالك كأس يراود ثغره عن صوته
اسكبيه طولا وعرضا،
وانثري أرجوانه على صدره ليقشعر..
فللغريب شهوة النوم لصق جدولٍ
فهيّئي، ساقية صغيرة بمزاج نبضك،
لا توقفيه،
حين يحتسيك مرارا
ولا تردعيه،
حين يطل على نبعٍ
ولا تسأليه،
“كم صيفاً مر عليك
دون ماءٍ” والقميه،
ما يبلّل طينه واجمعيه،
على راحتيك وابذريه،
سيولد منك بكل ما يعتريه
من عطش المواليد واحضنيه
ليبقى صغيرا
وإن تاه ثانية في العراء،
بللي حصى الروح بالاشتهاء
يعود إليك،
كما يصعد الماء ثانية للسماء.