المغيّب الناجي من التأويل
أنور الخطيب
احمليني على جناحيّ منفاي
وانتبذي وطناً قصيّا
قد وُلدتُ في السرّ
أكثرَ من ولادة السّر فيَّ
كأنني وُلدتُ فتيّا
ولا تهزّي جذع السّماءِ
تسلّقتُ نخل البلاد
أذّنتُ فيهم للعبور
ولم يغيثوا طفلتي
ولم تُسقِطِ النخلةُ تمراً شهيّا
ولا تنتظري عند ساحل العودة
لن يخلقَ الله من يشق البحر
لكنني قلت في لحظة الشوق: أشقّه،
فتآمروا..
ووسوسوا للريح
فأرسلتْ موجاً عتيّا
احمليني في رحِم الغياب
علّ القبابَ تنزِّل رحمتها عليّ
أنا المغيّب الناجي من التأويل
لن أكون نبيّا
وإن سألوكِ عنّي قولي
أحبُّ هذا النديّا
أنجبْتُه
من دمعةٍ من درب آلامه
كانت تغذّ النشورَ نحوي
وتطوي المواجع طيّا،
شرطُهُ في الظهورِ
ألا أناديه بُنيّا
ولا أقيمُ على صلاته وصيّا
فاحفظوه في رقابكم
لا ترجموه لا تقتلوه
لم يكن في دمائكم شقيّا
سأحملُه في القلب
أذكرُه بكرةً وعشيّا
حتى يعودَ
من كان في المهد صبيّا