رواية وردة عيسى هي السلام الذي ننشده
بقلم الروائية شذى الخطيب
أولا اشكر الاديب المبدع Anwar Alkhatib على روايته المبهرة .. رواية أقف عندما كلماتها احتراما .. رواية وجدت لتقول إن الادب الروائي لايزال مثمرا بابداع .. اخذت وقتي بقراءتها مستلدة بكل طياتها .. وردة عيسى هي السلام الذي ننشده .. والذي جسده الكاتب بالموت . وهو الشيء الوحيد الذي يربط ما بين البشر مهما اختلفت مبادؤهم ومعتقداتهم وعرقهم وانتماؤهم واعمارهم وانواعهم وطبقاتهم .. دائرة الموتى الذي يعمل فيها الشاب عيسى موظفا كخيار اخير بعدما فصل من عمله . جسد رمزا للسلام وهو رمز سيدنا عيسى الذي سينزل اخر الزمان فيجتمع الناس حوله مهما اختلفت طوائفهم … وهذه الرمزية في الرواية اصبغت على الرواية جمالا مدهشا وخاصة بتعلقه بفتاة ميتة اطلق عليها اسم وردة .. والورد هنا رمزية مسيحية دلالة على استمرار نسل سيدنا عيسى كما جاء في بعض المعتقدات والاستمرارية هنا تمثل الوطن الذي لن يموت مهما حدث وبكل ما فيه من تنوع عرقي أو ديني أو طائفي .. وهي التي نظر لها كل انسان على حسب معتقده وتعامل معها بما يؤمن به. والاغلبية تجاهلوا وجودها كما تجاهلوا اهمية الحفاظ على الوطن .. رواية تستحق أن تقرا وتكون مدرسة روائية لمن يرغب أن يعرف كيف هي الرواية الاصيلة .. تمتاز بتفاصيل جذابة و حوار مشوق .. وأن تكررت بعض تفاصيلها فلا بأس لان هذه الحياة تسير برتابة وقد استطاع الكاتب أن ينقل لنا هذه الرتابة بصورة سلسلة مع ترقب للقادم المثير إلى نهاية الاحداث .. الشخصيات قليلة لكن رسمت بعناية وتحديدا الحوار الدائر ما بين عيسى وشخصية الجندي في دائرة دفن الموتى والقاضي في غرفة خصصت للاعدام و اقتلاع الانفس .. تحيات عطرة لأنور الخطيب ولدار مداد للنشر التي جعلتني استمتع بالرواية التي لن اكتب عن احداثها بل ساجعل القارئ يتشوق لقراءة ابداع قلما نجده .