خلود خلف عتمة النهايات
أنور الخطيب
أيها المتسوّلُ المتخفي برحمة الله
المدمنُ للصمتِ والنهايات
الكامنُ للضوء في عتمة البدايات
تطارد فكرةً هاربةً من شرفة الكلام
تطعنُ عاشقة الفجر
تسحلُ أفئدةَ الحمام
ألا تنام!؟
نم ولو لحظةً واحدةً كي ننام
وصُم لحظةً واحدةً عن الطعام،
كن كريماً مرةً واحدةً
وادخل حانةَ الموتي
وشارك ضحاياك الفِطامَ
وغبْ،
لا تحيّينا وأنت تفترسُ الغمام
واتركنا..
نمارسُ الضحكَ المعشّقَ بالغرام
ونعاهدُ امرأةً بصدقٍ جارفٍ:
)أحبكِ حتى انتهاء الزمانِ..(،
فماذا ستجني لو قطفتَ في اليوم زهرتين
سيمنحك الله ترقيةً
فتصبح حاكماً للركام!؟
ستعشقك النساء لو سرقتَ ظلالهن؟
سيلجأ طفل يتيم إلى حضنك الأسود
كي يناديك: أبي؟
أنت ..
يا من بصقت في كؤوس السهارى
حرقت الصبح في عيون العذارى
ماذا ستجني من تخفّيك في زوايا القصيد
من خطفِك الشعراءَ من تفعيلة النبيذِ
أو، مصادرةِ الهواء من رئات المكبرين
في صلاةِ عيد!
أنت
ماذا ستربح لو قصفتَ اقحوانةً
من حديقة النازحين
وذهبت نحو البحر
تقشّر الموج عن بحارةٍ غرباء
أو، تخطف لازوردَ عينيّ امرأٍة
تتشمس في شرفة الماء!
أنت..
احمل .. كل ما خفّ
من هواء ملوّث بالرثاءِ
وابتعد عنا
مذاقنا واحد يا أنت؛
كثيرٌ من العَرَقِ المرّ بنكهة الشوقِ
وملحِ أحلام البنات،
ومكاننا واحدٌ، رغم اختلاف التسميات
رسمنا هالةَ الشجر المقدّس حولنا
ونسينا المعجزات،
وزماننا …
في رقاب من ادعوا انقاذَنا من دمنا
لهم النهار لنا الظلام
وكؤؤسك الملأ ى بأجنحة الحمام،
فأي المسرات تمنحها لنا في قطفنا!
أي عربدة تجمّلها في حانة الأيتام !
لسنا كروماً كي تواصلَ عصرِنا
لآلهة الدماءِ
ابتعد … عن زوايانا البسيطةِ
قد تعبنا من ملاذ الحشر
لا تعد…
إلا اذا نبتت بذور العشق
فوق بيارق الدور القديمة
لا تعد ..
إلا إذا رحل الغزاة إلى مقابرهم
ولا تعد. .
إلا إذا عاد الحفاة إلى جلود الدفء
لا تعد..
إلا إذا نادى المنادي للقيامة:
عودوا إلى حبق الجدود
من حقنا هذا الخلود
من حقنا…
من حقنا…