ضد البيضة الإرهابية ومع الدجاجة المتمتعة بحصانة مقدسة!
كلمة الشاعر سالم بوجمهور، مدير اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في ابوظبي في جلسة استضافة روائيي القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية
مساء الخير و النور ،،،،،،
مساءُ الروائيين
لأن موعد اللقاء معكم تحدد مساءً ، أحببت أن أتكلم عن المساء الذي هو من جوانب الليل الجميلة ، و ليس الليل كالظلام ، الظلام لا يتحدد بالوقت فقط ، و الليل في حقيقته الوجودية ليس من سلالة الظلام مهما تجادلت الشمس مع القم.
مساءُ الروائيين ، هذا المساء الجميل المستنير برواياتهم المضيئة في عالم الثقافة .
تَمنَّيتُ أن أقول مساء الرواية لا مساء الروائيين لأن الرواية تبقى و الروائيون لا يتوقفون في مسيرتهم الإبداعية .
تَمنيتُ أن أقول مساء الرواية و لكن اسم الرواية من الأسماء التي تتمتع بعدة وُجُوه في تاريخنا الثقافي العربي القديم و الجديد!
فهي حيناً تعني رواية الروائيين الأدبية ، و حيناً تعني الأخبار و الأساطير ، و حيناً تعني الحكايات الخيالية و المسلية . و حيناً تكون مهنةً ساحرة ( للرواة الدموين ) ! ، فتَحمِلُ السيفَ و تقود المعارك و الكوارث باسم الرب أو الأنبياء.
لا أعتقد أن اسم الرواية مِنَ الأسماءِ البسيطة التي يمرُّ بها المثقفون مرور الكرام . أبداً لا أعتقد أن اسم الرواية يعيش بعيداً عن ما يعايشه الوطن العربي من القصص الإرهابية و الإجرامية حالياً
قد نَرى تلك الجماعة الإرهابية و نصاب بالإنجذاب العاطفي فنواجهها عَسكرياً و إعلامياً و سياسياً بل و حتَّى ثقافياً ! ، لكن كُل ذلك مع أهميته ربّما و إنْ قضى على تلك الجماعة أو تلك البيضة ! ، فلا يعني أن الدجاجة لن تبيض غيرها .
لقد قاربنا العشرين سنة تقريباً ، و العالم العربي يسمع اسطوانات محاربة الإرهاب ، في البداية راج اسمٌ واحد ( القاعدة ) ! و ما كاد أن ينسحب من الذاكرة حتى راج اسمٌ غيره و لحقته أسماء و أسماء على امتداد الوطن العربي و قفزت تلك الأسماء إلى بعض دول العالم .
: إذاً ، هل كنا نلاحق البيضة فقط ؟ نعم أعتقد ذلك : أين الدجاجة ؟
الدجاجة تمارس ( الرواية ) في أغلبية مدارسنا الكبيرة و الصغيرة في أغلب البلدان العربية ! و قد أصبحت تتمتع بقنوات و محطات و إذاعات و منشورات و وسائل اتصالات حديثة وشبكات عالمية .
أعتقد أن على المثقفين كافة، وهُنا أخصّ الروائيين أن يبدعوا الرواية بكافة ألوانها وأنوارها على قدر رؤيتهم الإبداعية بدون تحديد .
لا استطيع أن أُحدِّد للروائيين كيفية ممارسة الإبداع و هذا لا يعني أنَّنِي لا أستطيع أن أقول لهم : لقد كان و ما زال الرواة يمارسون الرواية الإرهابية في ثقافتنا و موروثنا الأدبي و الديني حتى الآن .
يجب أن يتذكّر الروائي اسم / الراوي و الرواية و عنعناتها / في موروثنا الثقافي كي تتضح لهُ الرواية الخيالية و الوهمية و الحرب الغيبة التي تنطلق من العقول و تتفجّر في مجتمعاتنا و بلداننا .
لا يمكن أن تهتزَّ أمةٌ بفعل أي جماعة من الجماعات الإرهابية إلا بواسطة الرواية و الرواة الذين يعملون صباحاً مساء في عقول الشعوب بدون اعتراضٍ أو موافقة من الشعوب أو حكوماتهم .
الشعوب و الحكومات و بالأغلبية لا تزال ضد البيضة الإرهابية لكنها تعتبر الدجاجة من الشخصيات التي إنْ لم تكن محترمة فهي تتمتع بحصانة مقدسة مهما باضت من مئات و آلاف البيوض .
تلك الدجاجة المُدَجَّجَةٌ كلَّما أراها أتعجبُ من كُلِّ المفاهيم و الأساليب المتبعة لمواجهة الإرهاب ، أتعجب ممن يقف ضد النتيجة فقط و يترك الأسباب .
تصوروا ، أحبائي ، حتى في دولة مثل الإمارات ، بكل ما تتمتع به من أمن و سلام و محبة بين القيادة و الشعب ، استطاعة الدجاجة أن تبيض بيضة الأخوان ، و رغم ذلك لا تزال الدجاجة تتجول بحصانتها المقدسة في حياة المجتمع عبر كل و سائل الإتصال و تتنقل بين البيوت و المدارس و العوائل بحرية كاملة محترمة و مبجّلة .
أخيراً لا أقول السلام عليكم و لا تحتكم ، بل هو فيكم و منكم و لكم ، لأنَّكم أنتم أهل السلام و القداسة الإنسانية و أي كائن غيركم ليس الأولى بالقداسة منكم ، دجاجةً كان أو تنيناً .
و مساكم ، مساء الخير و النور .
سالم بوجمهور
أبوظبي
اعتقد انه حان الأوان لدراسة دور الإعلام العربي الذي يروج لجودة هذا الدجاج ثم يدعي محاربة الإرهاب . هو رواية بحد ذاتها
تحيتي لكلماتك استاذ سالم . ليس غريبا عن فكرك ما قرات هنا
وأنا معك الإعلامية سيتا، الإعلام العربي عبد مأمور، والآمر متقلب، ولهذا يتقلب الإعلام ويتناقض.. كل التحية والتقدير