ضد البيضة الإرهابية ومع الدجاجة المتمتعة بحصانة مقدسة!  بقلم الشاعر والباحث سالم بوجمهور القبيسي

ضد البيضة الإرهابية ومع الدجاجة المتمتعة بحصانة مقدسة! بقلم الشاعر والباحث سالم بوجمهور القبيسي

1607543829

ضد البيضة الإرهابية ومع الدجاجة المتمتعة بحصانة مقدسة!

كلمة الشاعر سالم بوجمهور، مدير اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في ابوظبي في جلسة استضافة روائيي القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية

مساء الخير و النور ،،،،،،

مساءُ الروائيين
لأن موعد اللقاء معكم تحدد مساءً ، أحببت أن أتكلم عن المساء الذي هو من جوانب الليل الجميلة ، و ليس الليل كالظلام ، الظلام لا يتحدد بالوقت فقط ، و الليل في حقيقته الوجودية ليس من سلالة الظلام مهما تجادلت الشمس مع القم.

مساءُ الروائيين ، هذا المساء الجميل المستنير برواياتهم المضيئة في عالم الثقافة .
تَمنَّيتُ أن أقول مساء الرواية لا مساء الروائيين لأن الرواية تبقى و الروائيون لا يتوقفون في مسيرتهم الإبداعية .

تَمنيتُ أن أقول مساء الرواية و لكن اسم الرواية من الأسماء التي تتمتع بعدة وُجُوه في تاريخنا الثقافي العربي القديم و الجديد!

فهي حيناً تعني رواية الروائيين الأدبية ، و حيناً تعني الأخبار و الأساطير ، و حيناً تعني الحكايات الخيالية و المسلية . و حيناً تكون مهنةً ساحرة ( للرواة الدموين ) ! ، فتَحمِلُ السيفَ و تقود المعارك و الكوارث باسم الرب أو الأنبياء.

لا أعتقد أن اسم الرواية مِنَ الأسماءِ البسيطة التي يمرُّ بها المثقفون مرور الكرام . أبداً لا أعتقد أن اسم الرواية يعيش بعيداً عن ما يعايشه الوطن العربي من القصص الإرهابية و الإجرامية حالياً

قد نَرى تلك الجماعة الإرهابية و نصاب بالإنجذاب العاطفي فنواجهها عَسكرياً و إعلامياً و سياسياً بل و حتَّى ثقافياً ! ، لكن كُل ذلك مع أهميته ربّما و إنْ قضى على تلك الجماعة أو تلك البيضة ! ، فلا يعني أن الدجاجة لن تبيض غيرها .
لقد قاربنا العشرين سنة تقريباً ، و العالم العربي يسمع اسطوانات محاربة الإرهاب ، في البداية راج اسمٌ واحد ( القاعدة ) ! و ما كاد أن ينسحب من الذاكرة حتى راج اسمٌ غيره و لحقته أسماء و أسماء على امتداد الوطن العربي و قفزت تلك الأسماء إلى بعض دول العالم .
: إذاً ، هل كنا نلاحق البيضة فقط ؟ نعم أعتقد ذلك : أين الدجاجة ؟
الدجاجة تمارس ( الرواية ) في أغلبية مدارسنا الكبيرة و الصغيرة في أغلب البلدان العربية ! و قد أصبحت تتمتع بقنوات و محطات و إذاعات و منشورات و وسائل اتصالات حديثة وشبكات عالمية .
أعتقد أن على المثقفين كافة، وهُنا أخصّ الروائيين أن يبدعوا الرواية بكافة ألوانها وأنوارها  على قدر رؤيتهم الإبداعية بدون تحديد .
لا استطيع أن أُحدِّد للروائيين كيفية ممارسة الإبداع و هذا لا يعني أنَّنِي لا أستطيع أن أقول لهم : لقد كان و ما زال الرواة  يمارسون الرواية الإرهابية في ثقافتنا و موروثنا الأدبي و الديني حتى الآن .
يجب أن يتذكّر الروائي اسم / الراوي و الرواية و عنعناتها / في موروثنا الثقافي كي تتضح لهُ الرواية الخيالية و الوهمية و الحرب الغيبة التي تنطلق من العقول و تتفجّر في مجتمعاتنا و بلداننا .
لا يمكن أن تهتزَّ أمةٌ بفعل أي جماعة من الجماعات الإرهابية إلا بواسطة الرواية و الرواة الذين يعملون صباحاً مساء في عقول الشعوب بدون اعتراضٍ أو موافقة من الشعوب أو حكوماتهم .
الشعوب و الحكومات و بالأغلبية لا تزال ضد البيضة الإرهابية لكنها تعتبر الدجاجة من الشخصيات التي إنْ لم تكن محترمة فهي تتمتع بحصانة مقدسة مهما باضت من مئات و آلاف البيوض .
تلك الدجاجة المُدَجَّجَةٌ كلَّما أراها أتعجبُ من كُلِّ المفاهيم و الأساليب المتبعة لمواجهة الإرهاب ، أتعجب ممن يقف ضد النتيجة فقط و يترك الأسباب .
تصوروا ، أحبائي ، حتى في دولة مثل الإمارات ، بكل ما تتمتع به من أمن و سلام و محبة بين القيادة و الشعب ، استطاعة الدجاجة أن تبيض بيضة الأخوان ، و رغم ذلك لا تزال الدجاجة تتجول بحصانتها المقدسة في حياة المجتمع عبر كل و سائل الإتصال و تتنقل بين البيوت و المدارس و العوائل بحرية كاملة محترمة و مبجّلة .

أخيراً لا أقول السلام عليكم و لا تحتكم ، بل هو فيكم و منكم و لكم ، لأنَّكم  أنتم أهل السلام و القداسة الإنسانية و أي كائن غيركم ليس الأولى بالقداسة منكم ، دجاجةً كان أو تنيناً .
و مساكم ، مساء الخير و النور .

سالم بوجمهور

أبوظبي

 

  1. Setta G. Ibrahim قال:

    اعتقد انه حان الأوان لدراسة دور الإعلام العربي الذي يروج لجودة هذا الدجاج ثم يدعي محاربة الإرهاب . هو رواية بحد ذاتها
    تحيتي لكلماتك استاذ سالم . ليس غريبا عن فكرك ما قرات هنا

    1. admin قال:

      وأنا معك الإعلامية سيتا، الإعلام العربي عبد مأمور، والآمر متقلب، ولهذا يتقلب الإعلام ويتناقض.. كل التحية والتقدير

اترك تعليقاً