لا شيء يجمعنا سوى الأشواق
نجاة الظاهري
محطّمانِ
هناكَ أنتَ،
أنا هنا
ومجرّدانِ من اقترابِ الراقي،
متكسّرانِ على رصيفٍ سيّءٍ
ومقطَّعانِ بمشرطِ الأشواقِ
ومعذّبانِ بصخرةٍ قد عانقتْ
صدري و صدركَ،
آهِ،
شرَّ عناقِ
فإذا أزحناها تعودُ،
ليلتقي
بالظهرِ صدرٌ،
دونما إشفاقِ
متيتّمانِ،
وكم وئدنا كالهوى
في تربةِ الأعرافِ و الأنساقِ
طيرانِ، في قفصٍ لكل ضلوعهِ
نابانِ من سمٍّ و من إحراقِ
ومكممانِ كرأي أصغرِ طفلةٍ
في أمرِ عائلةٍ،
كعيدِ عراقِ
فرَقوا المحيطَ،
هناكَ أنتَ بلا “أنا”
وأنا هنا.. يا ضيعةَ العُشّاقِ
فرقوا الأراضي والسماءَ
و جذوة الأملِ السعيدِ،
مُجَدِّدو الأطواقِ
لم نجتمعْ إلا خيالاً وارفًا
و قصائدًا بمدائنِ الأوراقِ
لم يلمسِ الكفَينِ، لم ألمسْ سوى
صورٍ تمرّ بعتمةِ الأحداقِ
لم ندنُ يومًا من مرابع دفئنا
ولكم أجدْنا الصبرَ دونَ تلاقِ
ما ذنبنا؟
قلبانِ يمزجنا الهوى
كتمازجِ الألوانِ في الإشراقِ
فإذا امتزجنا صارَ صعبًا فتقُنا
بل مستحيلاً كلُّ كلُّ فراقِ
إلا فراقَ العينِ والمستقبلِ المرغوبِ،
والأصواتِ، والآفاقِ
ما ذنبنا؟
حكموا .. فصرنا هكذا
لا شيءَ يجمعنا
سوى الأشواقِ
- شاعرة إماراتية، حاصلة على بكالوريوس لغة عربية وآدابها من جامعة الإمارات، لها أربعة دواوين شعرية، هي: جموح، عزلة، الحلم البحر، وح.ب:أنت. متطوعة للسنة السادسة في إدارة الأنشطة بجامعة الإمارات كمشرفة لمشروع قلم جامعي.
سعيد بقراءة هذا البوح الشعري العذب… والشكر موصول للأستاذ انور…لكم مودتي.
د فاروق اسليم
شكرا جزيلا د. فاروق، سعيد بزيارتك الأنيقة.. أجمل الأمنيات