اعترافات
احياناً عليك ان تقلب الطاولة، ان تخسر كل شي ولا تبالي، ان تعود الى نقطة الصفر حيث المربع الاول.
ترمي كل افكارك في سلة المهملات، وتغسل ملامحك بمطر لطيف وتبحث بين يديك عن صفعة لذاكرتك.
احياناً عليك ان تحرق كل اليباس قربك… ان تقف امام هذه الابتسامات المصطنعة وتقول كل ذلك هراء…
ان توقف كل هذا الالتباس والمهزلة وتقطع خيط الشك باليقين الوحيد … لا يعنيني كل هذا التملق ولا يغريني كل هذا الغموض ولست بحاجة الى قبلات خالية من الحرارة…
احياناً عليك ان تستفيق من الموت الصامت … وتبحث في مكان اخر عنك.
ترتب حزنك بهدوء ، وترتب فرحك بأناقة … بعد تعب مع المراوغة … عليك ان تكتشف الاقنعة قبل سقوطها.
ربما تشيخ الكلمات بين شفتيك… بعدها سيكون الصدى بعض من اغانيك وكثير من رقصك المتألق…
على كرسي عتيق … تنتظر البحر يهرول اليك باقدام جميلة… بابتسامة تكتب على جبينك … من أي وطن منكوب أتيت؟ لانها تخونك الاماكن بكل وقاحة…هي اكثر قسوة من غياب امراة. كيف احمل لك قلبي المتشرد في ازقة المدينة الكافرة؟ وانت تصنعين بيت دافىء لاحلامي المزدحمة. متى سنرقص على حافة البحيرة كأننا نكتشف للتو كوكب الجاذبية.
احياناً عليك ان ترحل … وتستلم. كأنك مهزوم في معركة التحايل… ان تأخذ مجدك في ابداع الفوضى… ان تلامس حدود النار وتحترق مرات.
ان تنظر الى هذه الوجوه وتقول كفى دهاء… احياناً كثيرة عليك ان تموت دفعة واحدة … مت كثيراً الى ابعد حدود العتمة وخذ كل تفاصيلك اليك.
احياناً عليك ان تقول لا اريد … ولا اشعر .. ولا افهم … ولا يغريني … وحذائي الجميل يشعرني بالراحة اكثر من أي قبلة او لمسة او انتشاء.
واحياناً اعترف للبحر … كم انا فاشل ومنهك … كم انا تافه ومشرد… وانتظر البحر ان يبتلعني كنجمة قررت الانتحار … كغيمة تعبت من الشمس… واحياناً اعترف الى المجهول الى ظل يتربص بي … انا لا اخاف سوى من ظلي.
كأنك تتسمر خلف الشاشة الحقيرة وتفكر ماذا ستكتب… هذا قمة الغباء.
ان تفك شيفرة كل هذه الوجوه الملتبسة… هذا فعل انتحار…
ان تقرأ الغامض بين الكلمات … سوف تتعب من الحقيقة.
ربما … لست متأكد من شي… لكنني تصالحت مع الذاكرة… وتصالحت مع الغياب… لست متأكد من شي … لكنني تصالحت مع الخوف والمجهول … وتصالحت مع عينيك المثيرة… واكتب قصتي مع الحياة… كي لا اموت وحيدا …
هل انت فعلا حبيبتي … لا ادري!
لكننا بالامس كنا نغني وكانت اجسادنا تتلاحم وتتناغم مع ضوء خافت وكثير من النشوة … كنا نبحث عن الضائع منا…. وكنا اكثر من حضورنا.
ونهدك الضاحك قرب سريري … الخارج للتو من رائحة الصباح … يهم للرحيل دائماً.
ولان الاشياء تحدث ولا نفهمها، واحيانا نتجاهلها، وأخرى نتمنى ان تحدث ولا تحدث
وأشياء ننتظرها ولا تأتي، وحين تاتي تفقد حضورها، أشياء غريبة … وأشياء مألوفة
ولأننا نحتال على الاشياء فنختار لها أسماء ملتبسة.
لكني لن اشعل النار في اوراق الرزنامة… وارمي برائتي تحت شجرة بيتنا.وأخبأ حبر طفولتي.
اعلم ببساطة ان هذا العالم مختل ويحتاج الى مصح عقلي ويزدحم بالموت. لكنني لن اتحول الى صندوق من الصمت والحزن.
ربما اموت في حروب تحدث في زمني ولا استمتع في فهم ما حدث ولماذا مات مثلي الكثير من بائعي الورود وماسحي الاحذية ومن رسموا تجاعيد وجهك وبيوت المدينة وطرقات الوحل والاقدام المبللة خلف البحر… ومن صنع الخبز الطازج وغنى في حانات يغلفها دخان الجنون… لا افهم منطق المساء في زجاجة الخمر.. ربما ابحث عن اشياء كثيرة في ازدحام الوقت والخيبات… لكنني امسك بيدك واتعلم كيف تطير العصافير بمتعة وحرية.
زاهر العريضي
https://www.facebook.com/zaher.aridi.9/posts/10153771938465833