حديث المورفين في معنى الوطن

حديث المورفين في معنى الوطن

أنور الخطيب

أن تكون شاعرا؛

أن تبني وطناً من ضجر الجمر

وحمّى الكلمات..

وأنت تكون شاعرا وغريبا؛

أن تقاوم الانتحار

بمورفين الكتابة..

وأن تكون شاعرا

وتعاني من شحّ في المورفين؛

أن تبحث عن لغة ماكرة شبقيةٍ..

عن أدوات تعفيك من خياطة

الرداء الأخير..

وأن تكون شاعرا

وتقتل كل ما يوحى إليك؛

أن تدمن الغناء على الأرصفة،

أو تعشق امرأة عابثة

كلما لمْلمْت نفسك بعثرتْكَ،

أو أن تنتبذ مكانا قصياّ،

ولا تضع حَملك،

أو أن تصبح ناسكا

تفتح في قمة رأسك نافذة

لتطل عليك..

أو أن تصرخ حتى تخرج عيناك

إلى حديقة الفناء..

أو تركض فوق طريق تجهله

إلى جهة لا تعلمها

أو أن ترمي اسمك

من شرفة في الطابق العشرين

وتتبعه،

فلا يصطدم بالأرض

ولا يخترق أول الغيم..

يبقى يدور وأنت تدور وتسأله:

اسمح لي يا صاحبي

أن أكون مباشرا كالهزيمة،

ماذا يعني بالضبط يا توأمي،

أن تكون في وطن ما؟

أعني في وطن لك..

هل يتغيّر لفظي لحروفك،

هل يتبدّل معناك؟

ماذا تشعر حين تُنادى؟

ما رائحة القهوة والشاي

وطعم الماء ولون الأحلام

وشكل الليل؟

ما معنى العشق السهر

الصبح الظهر العصر

الموت.. الشعر

يعجز هذا الشعر

أن يبني زاوية في بيت..

ويعجز كل السرد

عن افتعال حادث بسيط جدا؛

كأن تدخل غرفة الإنعاش ليومين،

ولا تخرج منها..

جرّحك الوهم كثيرا

وآن لخيلك أن تصهل:

لو كان الوطن لغة

لماتت غربتنا

خذوا كل الشعر يا سادتي

وامنحوني ساعة

أطارد فيها فراشة في وطني

ولا ألتقطها..

17 مايو 2011

اترك تعليقاً