حين يرحل المبدع لن يقرأ الكتابات (المنافقة) ولن يتابع حفلات التأبين (الإجرائية) ولن يعد (الأصدقاء) الذين ينبتون فجأة في حياته ويدعون صداقته ويدبجون ذكرياتهم معه. وإني أعجب من صحافة تحتفي بمبدع رحل دون أن تنشر له قصيدة، ومن مؤسسة ثقافية تنعيه وتؤبنه ولم تنظم له يوما أمسية شعرية، ومؤسسات أخرى تركته يعاني في مرضه دون أن تقف إلى جانبه مادياً ومعنوياً.
هذه الظاهرة التي تحتفي بالميت بعد رحيله، وكأنها تحتفي برحيله، ظاهرة غير إنسانية البتة، خاصة وأن أركانها تجاهلته وهو حي. وكل الفعاليات هي بمثابة تسجيل مواقف لا أكثر.
هنالك أدباء أحياء امتد بهم العمر، ويفتك بهم المرض، وهم بين يدي رحمة الله، لكن لا أحد يلتفت إليهم، بعد أن كان الجميع ينشد ودهم ويطلب رضاهم، ألا يستحقون الاحتفاء بهم وهم أحياء، وهم جديرون بذلك، هم تاريخ أدبي وسياسي في بلادهم وأسماء تُرفع لها القبعات في كل العواصم العربية؟ إنهم بين ظهرانيكم ، وتشاهدونهم وهو يدخلون المستشفيات ويخرجون منها تعبين مرهقين، ويشاركون في المعارض ويمر بهم الإعلاميون مرور اً أرعناً ناكرا للجميل..
رُبّ احتفاء بسيط يمنحهم القوة، ورُب تكريم ينعش أرواحهم المرهقة..
هنا انت تلامس قاعا بشرية تتخفى فيها قيم بالية لاعلاقة لها بكل انواع التعامل اللإنساني الراقي . قد تعودنا تزييف كل شيء حتى اقدس المشاعر والحالات . نحب ان نضع انفسنا في إطار من الرقة والشفافية والانفتاح والإخلاص ووو وقد نكون بعيدين عنها آلاف الأميال .لست ادري ماهي العقدة التي ضمتنا في طوق لانريدان نخرج عنه .
حتما لن يعاتبنا الراحلون في عالم الدينونة على عدم تزييف مشاعرنا ولا على تزييفها هذا إن تقابلنا . اما العناية بالمبدع وهو على قيد الحياة فهذه قصة ملت منها الأسماع بلا ادنى تجاوب ممن لديه الحل .
تحيتي لفكرك
شكرا عزيزتي سيتا لرسالتك الراقية وموقفك الحضاري الرائع، مع اعتزازي بمتابعتك، كل التقدير والاحترام/ أنور
كلام راقي من فكر سميدع يعبر عن الحال بكلام شفاف يناشد الانسانية التي إنعدمت من ضمائر الكثير, إننا بزمن مادي تحكمنا ماديات الحياة والمصلحة الشخصية ,لا قيمة للفكر أمام فكر متحجر خالي من التناغم مع الكلمة الشفيفة منعدم الاحساس..هؤلاء الرهط ميتون فهل نعتب على أموات أحياء في ظلام الجهل؟؟ شكري وتقديري يا صديقي الانسان أنور الخطيب
الشكر لك صديقتي الكاتبة عبير/ الاحتفاء بالأموات أصبح منهج الحياة عند العرب.. للأسف.. مع التقدير والشكر للمتابعة الأنيقة